بتهمة الضرب والجرح العمدي المتبادل بأسلحة بيضاء، مثل أفراد عائلة (ف) منهم مدير مدرسة ابتدائية بمدينة تيزي وزو وشقيقه وأبناؤهما، أمام محكمة الاستئناف بمجلس قضاء تيزي وزو للردّ على ما نسب إليهما قضائيا· وتبيّن من تصريحات الأطراف في جلسة المحاكمة أن عراكا عائليا نشب بينهم استعمل فيه الطرفان أسلحة بيضاء مختلفة، منها العصي الخشبية وفخاخ الخنازير، وقام أحدهم برشّ الطرف الثاني بروح الملح، وذلك بسبب خلاف حول الميراث. وقد سبق وأن فصلت المحكمة الابتدائية بتيزي وزو بإدانة أطراف النّزاع بعقوبة 6 أشهر حبسا مع وقف التنفيذ، واستأنف وكيل الجمهورية الحكم الصادر· تفاصيل القضية تعود إلى شهر سبتمبر من السنة الماضية، وكانت إحدى قرى بلدية سيدي نعمان بذراع بن خدة مسرحا للعراك الذي قاد أفراد عائلة واحدة إلى أروقة المحاكم. حيث توجّه المتّهم الأوّل (ف.ب) مدير مدرسة ابتدائية قاطن بمدينة تيزي وزو إلى المنزل العائلي المتواجد بسيد نعمان، والذي يقطنه شقيقه المتورّط في ذات القضية، وذلك بعدما أخذ حصّته في الميراث نقدا. وقدّر المتّهم الثاني نصيب شقيقه من المنزل العائلي ب 127مليون سنتيم، حيث اتّفقا مسبقا على إبقاء منزل والدهما للشقيق الآخر الذي دفع للمدير نصيبه فيه نقدا، كما ذكرنا· ويوم الوقائع تفاجأ المتّهم الآخر بدخول (مدير المدرسة) إلى حديقة المنزل من أجل قطف ثمار التّين دون إذن مسبق منه، فثار غضبا في وجه أخيه وحاول منعه فوقعت بينهما ملاسنات تطوّرت لشجار ومواجهات جسدية استعمل فيها المتّهم (ب.أ) عصا خشبية أرفقها بفخّ للخنازير، فتطلّبت الوضع تدخّل أفراد آخرين، حيث قام ابن المدير برشّ عمّه بسائل (روح الملح) وتسبّب له في جروح خطيرة نتجت عنها تشوّهات بليغة على مناطق متفرّقة من جسده واستفاد من عجز عن العمل لمدّة 21 يوما مستعملا السائل أصيب هو الآخر بجروح خطيرة نقل على إثرها لإجراء عملية جراحية مستعجلة أبقته طريح الفراش لمدّة شهرين· وخلال وقوفهم أمام محكمة الاستئناف أنكر كلّ واحد من المتّهمين ما نسب إليه من الآخر واستبعدا نيّتهما في الاعتداء، إذ قال المدير إن نيّته في التوجّه إلى المزرعة لم تكن من أجل افتعال الشجار، بل من أجل زيارة منزل والديه. أمّا شقيقه فقد صرّح بأن المتّهم الآخر جاء للمطالبة بحصّة إضافية من الميراث رغم أنهما اتّفقا سابقا على المبلغ المذكور وبموافقته، وعن استعماله لفخّ الخنازير والعصا قال إنه لم يجلبهما للاعتداء على شقيقه وإنما كانتا بحوزته لما كان متّجها لنصب الفخّ نظرا للخسائر التي تتعرّض لها مزروعاته بدخول الخنازير إلى المزرعة، ولمّا دخلا في عراك استعملها للدفاع عن نفسه. بينما قال الأب إنه كان مضطرّا للدفاع عن والده ولم يستعمل السائل المذكور وإنما زوجة عمّه المتّهم الثاني في قضية الحال حاولت رشّهما بروح الملح، ولمّا هرب منها أصاب زوجها، مصرّحا بأنه مرافقته لوالده لمسكن جدّه لم تتطلّب نقل هذا السائل برفقتهما وإنما هو سائل يستعمل في المنازل والمنزل الذي كان مسرحا للحادثة هو مسكن عمّه الذي يكون وعائلته طرفا في القضية التي يكون ضحّية فيها وليس متّهما لأنه تعرّض لضرب مبرح من طرف عمّه بواسطة الأسلحة التي استعملها وتطلّب وضعه إخضاعه لعملية جراحية دقيقة· النّائب العام لدى محكمة الاستئناف التمس تشديد العقوبة في حقّ المتّهمين، وسيتمّ النّطق بالحكم خلال الأسبوع المقبل·