قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو ببراءة المدعو (ب.س) البالغ من العمر 48 سنة، وهو عنصر دفاع ذاتي سابق، من تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد التي أحيل وفقها على العدالة إضرارا بثلاثة شبّان من باعة الأواني الفخارية· وقائع القضية المفصول فيها تعود حسب ما جاء في قرار الإحالة إلى تاريخ الثامن من شهر أفريل للسنة الجارية، أين كانت بلدية فريقات بذراع الميزان مسرحا للحادثة، حيث أسرع المتّهم لنجدة أخيه الذي أخبرته أخته بأنه ملاحق من قبل 3 شبّان مجهولين كانوا على متن مركبة لنقل المسافرين، وعلى الفور خرج حاملا سلاحا ناريا متمثّلا في بندقية صيد للاطّلاع على الأمر وإنقاذ شقيقه، لكنهم سارعوا بالفرار بسيّارتهم نحو وجهة مجهولة قبل وصوله إلى المكان فعاد أدراجه إلى المنزل، إلاّ أنه وبعد مدّة قصيرة سمع مجدّدا صراخ شقيقه مخبرا إيّاه بعودة المركبة، ولمّا خرج ووجدها مارّة بالقرب من منزلهم العائلي قام بإطلاق النّار لتخويفهم مصيبا أحدهم على مستوى رجله بجروح لم توصف بالخطيرة· وخلال التحرّيات التي قامت بها مصالح الضبطية القضائية بأمن دائرة بوغني اتّضح أن المترصّدين المزعومين ليسوا إلاّ باعة الأواني الفخارية قدموا لشراء سلعة من أجل إعادة بيعها، وتصادف وقت وصولهم أمام مسكن المتّهم مع فترة هروب الفاعلين الحقيقيين، وأنه لا علاقة لهما بالعناصر الثلاثة المترصّدين لشقيقه، لكنه قام بإطلاق النّار لفشّ عجلات المركبة بعدما استحال على أخويه التعرّف عليها وأشاروا إليهم بالتوقّف لكنهم رفضوا. ونفى المتّهم لدى مثوله أمام المحكمة نيّة القتل أو المحاولة وإنما رغب في تخويف الضحايا لمعرفة هوية الواقفين وراء ترصّد شقيقه· وأضاف المتّهم أن السلاح الذي استعمله في العملية مرخّص، وقد حصل على الترخيص في إطار انخراطه في صفوف رجال الدفاع الذاتي. الضحايا بدورهم صرّحوا بنفس الوقائع التي ذكرها المتّهم وعبر جميع مراحل التحقيق متنازلين عن حقوقهم، ممثّل النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات اِلتمس خلال مرافعته إنزال عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقّه·