أكّد المتّهمون في هجمات 11 سبتمبر تعرضهم للتعذيب في معتقل غوانتانامو وذلك خلال محاكمتهم التي بدأت مؤخّرًا· فبعد ثلاث ساعات من محاكمة خالد شيخ محمد وأربعة من المتّهمين الآخرين بالتخطيط لعمليات الحادي عشر من سبتمبر للمحكمة العسكرية في غوانتنامو، قام المعتقل اليمني رمزي بن الشيبة بالصراخ أمام القاضي قائلاً: (لقد انتهى زمن القذافي لكن هناك قذافي في معتقلات غوانتانامو)، ومن ثَمّ أضاف قائلاً: (هناك تهديدات تطالني ربما لن تراني لاحقًا، ربما يقتلونني ويقولون: إنني انتحرت)· جاء هذا في الوقت الذي قام فيه محامو المتّهمين برفع اعتراضاتهم إلى القاضي واحدًا واحدًا، قائلين إنهم يريدون التحدّث عن المعاملة والتعذيب الذي تعرض له موكلوهم في الاعتقال، مصمّمين على ضرورة فعل ذلك الآن رغم اعتراضات القاضي العسكري الكولونيل جيمس بول، الذي قال إن الوقت غير مناسب، لذلك (ستسنح لك الفرصة لاحقًا للتحدّث عن كلّ ذلك لكن ليس الآن)· وحضر الجلسة إلى جانب المتّهمين الباكستاني خالد شيخ محمد وابن أخته علي عبد العزيز علي والسعوديان وليد بن عطاش ومصطفى الحوساوي والمعتقل اليمني رمزي بن الشيبة، ومجموعة من عائلات ضحايا الحادي عشر من سبتمبر· وكانت المحكمة العسكرية قد شهدت السبت توجيه التهم الرسمية لمخططي عمليات ال 11 من سبتمبر في غوانتانامو، فخالد شيخ محمد وأربعة معتقلين آخرين سيحاكمون معًا بتهمة قتل أكثر من 2900 شخص، وسيواجهون عقوبة الإعدام· والباكستاني خالد شيخ محمد وابن أخته علي عبد العزيز علي ومعتقلان سعوديان هما وليد بن عطاش ومصطفى الحوساوي ومعتقل يمني هو رمزي بن الشيبة، متهمون بالتخطيط لأكبر عملية (إرهابية) في تاريخ الولايات المتّدة· وتشمل التهم التآمر مع تنظيم القاعدة، وقتل المدنيين، واستهداف المباني المدنية، والقتل في مخالفة لقواعد الحرب والخطف و(الإرهاب)· وكان والدا المعتقلين الكويتيين في سجن غوانتانامو العسكري الأمريكي بكوبا (فايز الكندري وفوزي العودة) قد اعتصما أمام السفارة الأمريكية بالكويت، وانضمَّ إليهما متضامنًا أستاذُ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور غانم النجار· وقال رئيس اللّجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين في غوانتانامو خالد العودة إنهم سيواصلون الاعتصام بصورة حضارية لإيصال رسالة للإدارة الأمريكية بعدم الرضا عن استمرار احتجاز المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو· وأضاف العودة: (نريد إيصال رسالة إلى الحكومة وإلى الشارع الكويتي ليقف إلى جانبنا في هذا الاحتجاج، وكذلك ندعو مجلس الأمة إلى تفعيل أدواته الدستورية أمام الحكومة الكويتية والضغط عليها حتى تكون جادة وحازمة في المطالبة بعودة أبنائنا)، وأردف: (السعودية استعادت أكثر من 115 معتقل بالطرق الدبلوماسية والسياسية وتحريك أدواتها، والكويت التي لديها كلّ المقوّمات لم تستعدّ اثنين من أبنائها حتى الآن على الرغم من أن لديها ما تستطيع تحريكه للضغط على الحكومة الأمريكية، لكن للأسف الشديد المحاولات الكويتية خجولة ولا ترتقي إلى الجدّية كما نريدها ونتطلّ إلى تحرّك مستقبلي أكثر جدّية واستجابة من الإدارة الأمريكية)، وأكّد أن حرّاس السفارة تفهّموا أننا لا يمكن أن نقوم بأي عمل مضر بالسفارة، وأن المعتصمين لا يريدون سوى المطالبة السلمية· جديرٌ بالذّكر أن وزارة الداخلية الكويتية كانت قد قامت باعتقال والد المعتقل الكويتي في سجون غوانتانامو فايز الكندري -الذي تظاهر بمفرده أمام السفارة الأمريكية- لفترة من الوقت قبل أن تقوم بالإفراج عنه· وللإشارة، فإن المعتقل فُتح منذ جانفي 2002، وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن عزمه إغلاق المعتقل قبل عامين، لكنه فشل بسبب رفض الكونغرس·