تحتضن ولاية البليدة في شهر جوان القادم الصالون الوطني الأول للورود الذي سينظم مع الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال· وحسب رئيس رابطة النشاطات الثقافية والعلمية التابعة لمديرية الشباب والرياضة السيد بوعيش محمد فإن هذا الصالون ستتخلله عدة نشاطات منها مسابقات حول أحسن رسم للورود وأحسن باقة ورد، كما أوضح أن التصفيات النهائية ستكون على مستوى الولايات بالإضافة إلى مسابقات حول أحسن وردة طبيعية وأحسن معرض للورود وغيرها إلى جانب تظاهرات ثقافية ستكون بالمناسبة· ويضيف نفس المتحدث أن هذا الصالون الأول من نوعه بمدينة الورود يأتي في إطار إعادة الطابع الثقافي للولاية وخصوصيتها الثقافية، أين سيتم إحياء على المستوى الفني عدة مهرجانات منها الحوزي، الشعبي والأندلسي والعروبي الذين كانت تمتاز بهم الولاية وفي الوقت ذاته كانت تعرف بورودها التي تعود تسميتها بهذا الاسم إلى مؤسس المدينة الشيخ سيدي أحمد الكبير الأندلسي الذي زار المدنية في إحدى المرات وأعجب بروعة طبيعة المدينة وذهل لما رأى من اخضرار يسحر القلوب والورود من مختلف الأنواع والأشكال والألوان منتشرة في كل مكان، فأطلق عليها اسم مدينة الورود وبقيت هذه المدينة تحمل هذا الاسم حتى في الفترة الاستعمارية أين كانت تنظم السلطات الفرنسية مهرجانا للورود يقال حسب بعض المؤرخين إنه بدأ في سنة 1900 وكان ينظم هذا المهرجان بساحة التوت يتراشق فيه الفرنسيون بالورود، إلى جانب تنظيم مهرجانات غنائية، لكن الجزائريين كانوا يمنعون من المشاركة في هذا المهرجان، أما بعد الاستقلال فقد حافظت المدينة على ورودها والبعض من تراثها إلى بداية السبعينات قبل أن تبدأ العديد من العادات والتقاليد القديمة تتلاشى بما فيها مهرجان الورود الذي افتقده البليديون مع تراجع إنتاج الورود ونقص المشاتل وغزو الإسمنت وتراجع الاهتمام بالطبيعة والمساحات الخضراء، إلى جانب تحويل العديد من الحدائق والبساتين المحاطة بالمدنية إلى بنايات، كما أثرت العشرية السوداء على هذا النوع من الإنتاج وتراجعت كذلك محلات بيع الورود التي لا تزيد اليوم عن خمس محلات بمدينة تسمى بمدينة الورود، وأصبحت تسوق الأزهار المستوردة من الخارج، كما حدث مؤخرا مع عيد المرأة أين نفدت الورود الطبيعية من المحلات مع قلتها، وحتى الذي وجد مستورد من دول أوربية وتم بيعه ب150 دينار للوردة الواحدة وهذا راجع لتراجع الإنتاج وعدم اهتمام الحرفيين وسكان المنطقة بتاريخ أجدادهم وتاريخ مدينتهم· ورغم بعض المحاولات من طرف مصالح البلدية بإعادة إحياء ورود المدينة من خلال تنظيم الربيع البليدي مع قدوم كل ربيع إلا أن التظاهرة لا تشمل سوى على بعض المعارض لأصحاب المشاتل المنتجين للنباتات المختلفة دون الاقتصار على الورود فقط، إلى جانب تظاهرات ثقافية بعيدة عن تحسيس سكانها بإعادة الطابع الأصيل للمدينة التي أصبحت تسميتها كمدينة للورود مجرد اسم فقط·