وافق مجلس الشعب المصري على إحالة عقد بيع قطعة أرض بين الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع ونجل الأخير علاء مبارك إلى النّائب العام للتحقيق فيها بتهمة إهدار المال العام· وقال النّائب عصام سلطان ممثّل الهيئة البرلمانية لحزب الوسط في بيان عاجل: (هناك عقد بيع لأجمل وأغلى قطعة أرض في مصر على البحيرات المرّة مساحتها 40 ألفًا و238 متر اشتراها علاء مبارك عام 1993 نيابة عن أخيه جمال مبارك من الفريق أحمد شفيق بصفته رئيسًا لمجلس إدارة جمعية تعاونية بمبلغ 75 قرشًا للمتر مع أن ثمن متر الأرض كان 8 جنيهات)· وأوضح النّائب عصام سلطان أن البائع كان الفريق أحمد شفيق بصفته والمشتري كان علاء مبارك عن نفسه وبصفته وكيلاً عن شقيقه في شهر نوفمبر 1993 ومصدّق عليه من الخارجية المصرية، وقال إن هذه الأرض ملك للدولة ومملوكة لإدارة أملاك الدولة ومنحتها للجمعية التعاونية لتخصّصها لشباب ضبّاط القوّات الجوية، وكان اللّواء نبيل شكري رئيس الجمعية قد رفض بيعها وبعد ذلك ترأس أحمد شفيق الجمعية فكان أوّل قرار له بيعها لعلاء وجمال مبارك· وأضاف سلطان: (إننا بصدد عدد هائل من الجرائم ارتكبها أحمد شفيق، والحكومة تتعمّد نزع اسمه من كلّ جريمة والسلطات تتعمّد نزع اسمه من التحقيقات، فإلى متى يستمرّ هذا؟) مشيرًا إلى أن زكريا عزمي يحاكم حاليًا بتهمة شراء قطعة أرض مماثلة مساحتها 12 قيراطًا فقط واشتراها بخمسة جنيهات· وقرّر الكتاتني إحالة هذه المستندات والموضوع بأكمله على النيابة العامّة للتحقيق، واستأذن سلطان رئيس المجلس مغادرة القاعة للتوجّه إلى النّائب العام لكن الكتاتني طلب منه تصوير هذه العقود وحفظها بالمجلس· واعترض النّائب سيد جاد اللّه على إحالة الموضوع للنائب العام، وقال إنه يجب إحالته على النيابة العسكرية· وقد نشرت بوابة الأهرام تفاصيل المستندات التي تبناها النائب عصام سلطان وجاءت كالآتي: - 1 بتاريخ 1982 تأسّست الجمعية التعاونية لبناء المساكن للضبّاط الطيّارين بالقوّات الجوّية (الجوّ) تحت رقم 241 (جمعية النّسور فيما بعد) وذلك بغرض توفير المساكن للشباب الضبّاط ومساعدتهم على أعباء الحياة· - 2 بتاريخ 1989 تقدّمت الجمعية بطلب شراء مساحة شاسعة من الأفدنة بمنطقة فايد بمحافظة الإسماعيلية، فقامت اللّجنة العليا لتسعير أراضي الدولة بتقدير ثمنها بسعر المتر 8 جنيهات في المساحة المتميّزة منها، وبالفعل تمّ عقد البيع بين الجمعية المشترية التي كان يمثلها آنذاك اللّواء أ·ح نبيل فريد شكري بصفته رئيس مجلس الإدارة وبين إدارة أملاك الدولة كبائعة، وأُشهر العقد برقم 783 بتاريخ 23/8/1992م· - 3 عقب ذلك مباشرةً تمّ الدفع باللّواء أحمد شفيق لرئاسة مجلس إدارة الجمعية في ظروفٍ غامضة، فكان أوّل قرار اتّخذه هو بيع مساحة 40238 م2 (أربعون ألف متر ومائتان وثمانية وثلاثون مترًا مربّعًا) للشقيقين علاء وجمال مبارك بمبلغ ثلاثين ألف جنيه، أي بواقع سعر المتر أقلّ من 75 قرشًا وبفارق يقلّ عن أصل سعرها المقدّر قبل أربع سنوات بمبلغ 7 جنيهات وربع الجنيه، وتمّ شهر العقد تحت رقم 1367 لسنة 1993م شهر عقاري الإسماعيلية· - 4 وهكذا قامت الجمعية بشراء الأرض المذكورة بسعر المتر ثمانية جنيهات ثمّ أنفقت عليها لإنجاز مرافق وخلافه، وبدلاً من أن يزيد سعرُها بفعل التحسينات أو حتى بانقضاء مدة أربع سنوات، وبدلاً من أن تقوم الجمعية ببيع تلك الأرض لشباب الضبّاط الطيّارين، بدلاً من ذلك كلّه إذ بسعرها يقلّ فجأة لأقلّ من عُشر ثمنها الأصلي وإذ بها تذهب للشقيقين نجلي رئيس الجمهورية غير مأسوفٍ عليها لمساعدتهما على أعباء الحياة، وذلك كلّه لسببٍ واحدٍ فقط هو أن رئيس الجمعية تغيّر من اسم اللّواء نبيل فريد شكري إلى اسم اللّواء أحمد شفيق.