أثار قيام المدعو فرحات مهني زعيم ما يسمى ب(الماك) بزيارة لعاصمة الكيان الصهيوني موجة عارمة من الغضب الشعبي والسياسي في الجزائري، جسده الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، حين أعلنوا أنهم يتبرأون من (خطيئة مهني)، مؤكدين أن هذا الشخص لا يمثل إلا نفسه، ولا تتشرف الجزائر بانتمائه إليها أبدا· وأعرب حزب الحرية والعدالة أمس الثلاثاء عن استيائه من الزيارة التي قام بها فرحات مهني زعيم ما يعرف بالحركة الانفصالية في منطقة القبائل (الماك) إلى إسرائيل معتبرا ذلك مساسا بالوحدة الوطنية لاسيما وأن مهني قد أكد أنه يمثل في هذه الزيارة مواطني منطقة القبائل، ومن جهة أخرى حذر الحزب من المخطط الإسرائيلي الداعي إلى إقامة كيانات طائفية في الوطن العربي· عبر حزب الحرية والعدالة الذي يترأسه محمد السعيد في بيان له تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه عن استنكاره للزيارة التي حملت زعيم ما يعرف بالحركة الانفصالية في منطقة القبائل فرحات مهني إلى إسرائيل وتصريحه بأن المواطنين في منطقة القبائل يؤيدونه (ويقفون وراءه)، محذرا من مما قد يترتب عن هذه الزيارة التي تدخل ضمن المنطق الإسرائيلي الذي يدعو إلى إقامة كيانات طائفية في الدول العربية لتسهيل عملية تسييرها والتحكم فيها والسيطرة على ثرواتها واستشهد الحزب في بما حدث بالسودان لدى تدخل الكيان الصهيوني الذي نجح في تقسيم البلد إلى دولتين منفصلتين وهو مستمر في مساعيه من أجل تطبيق ذات المخطط في كل من العراق وسوريا ولبنان والبحرين وليبيا ودول أخرى أيضا وذلك بإشعال نار الفتنة المذهبية والعرقية بين شعب البلد الواحد· وأشار البيان في تعليقه على اتصال فرحات مهني بالكيان الصهيوني ممثلا بذلك منطقة القبائل، أن الأمر يدعو إلى القلق لأنه مساس بالوحدة الوطنية وتهديد للأمن الوطني، مضيفا أن هذا التصرف يستدعي ردا حاسما، وإلى جانب ذلك شدد البيان على إدانة الحزب لمثل هذه التصرفات، مؤكدا على أنه لا يستغربها من شخصية كشخصية فرحات مهني الذي يعني من العزلة بتبنيه أفكار بعيدة كل البعد عن مواقف الشعب الجزائري الموحد الذي يبدي في جميع المناسبات دعمه الدائم وغير المشروط للشعب الفلسطيني وللقضايا العادلة في العالم لاسيما قضايا تصفية الاستعمار· وجدد الحزب تأكيده على موقفه الذي يضمه إلى صوت جميع الجزائريين الذين يجمعون على رأي واحد هو رفض كل أشكال الاتصال مع الكيان الصهيوني الذي يغتصب الأراضي الفلسطينية ويعمل على تهويد القدسالمحتلة وبناء المستوطنات· وقد توالت ردود أفعال الطبقة السياسية عقب تصريح مهني من القدسالمحتلة حيث اعتبر حزب جبهة التحرير الوطني هذه الخطوة عملا فرديا لا يلزم أي جهة من الوطن ولا يخص أي فئة ولا حتى منطقة القبائل التي هي جزء لا يتجزأ من الجزائر واصفا سلوك مهني بالسلوك (غير المسؤول)، كما أدانت أحزاب التيار الإسلامي هذا التصرف باعتباره اتجاها نحو القضاء على وحدة البلاد وتشتيتها وذهب بعضها إلى المطالبة بسحب الجنسية الجزائرية من مهني كونه يشكل خطرا على الوحدة الوطنية· وفي سياق ذي صلة، أعرب السيد وائل دعدوش، رئيس النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية عن غضبه لخطوة زعيم (الماك) واصفا إياها بالحماقة الكبرى، ومؤكدا أن الشعب الجزائري معروف بمعاداته للكيان الصهيوني، ولذلك فإنه يتبرأ من مثل هذه التصرفات التي لا تمثل إلا أصحابها· وللتذكير، فقد شرع فرحات مهني يوم الأحد الماضي في زيارة إلى إسرائيل تدوم أربعة أيام أوضح أنها تأتي في إطار نشاطات ما أسماها بالحكومة القبائلية المؤقتة التي تعتمد - حسب تصريحه - على بناء علاقات صداقة وتضامن مع جميع دول العالم بما فيها إسرائيل التي تعد عضوا في الأممالمتحدة، وشارك مهني الكيان الصهيوني في الاحتفالات المخلدة لقيادة ما يسمونه بدولة إسرائيل·