جمهور عربي عريض تنقّل إلى أبو ظبي بالإمارات لحضور حفل المغنّية الشهيرة مادونا، البعض منهم أصابه الذهول من أداء مادونا الذي خرج عن وصفه جريئا ليصيب إيحاءات ورموز دينية وتقليدية، والغالبية رأت أن مادونا هي مادونا في جميع ما تقوم به على خشبة المسرح. حيث أحيت مادونا حفلها الأوّل في منطقة الخليج على جزيرة ياس قبالة شواطئ أبو ظبي، أمام 25 ألف شخص من جنسيات مختلفة. فبينما ألهبت مادونا معجبيها الذين انتظروها رغم تأخير غير مبرّر استمرّ ساعتين، صدمت في الوقت نفسه الجمهور المحلّي والعربي الذي تعرّف عليها لأوّل مرّة، مع استخدامها المفرط للرّموز الدينية والكلمات النّابية والإيحاءات الجنسية. ويعتبر حفل مادونا في أبو ظبي الإمارة الغنية والمحافظة، الثاني ضمن جولتها العالمية التي أطلقتها الأسبوع الماضي من عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب، وتشمل 80 حفلة في حوالي 30 بلدا. وبدأ حفل ملكة موسيقى البوب بتشكيلة لرهبان يلبسون أثوابا حمراء وخلفهم على الشاشة صليب قوطي ضخم، على وقع قرع الأجراس الكنسية مع أغنية بكلمات باللّغة العبرية، بينما كانت مبخرة عملاقة تتأرجّح على المسرح. ودخلت مادونا (54 عاما) بثيابها الضيّقة السوداء التي عرفت بها في ألبوم (غيرل غون وايلد). وأحاط بمادونا راقصون رجال عراة الصدور، بينما شارك في العرض روكو ابن مادونا البالغ من العمر 11 عاما، وصديقها ذي الأصل الجزائري إبراهيم زيبات البالغ من العمر 24 عاما. واستخدمت مادونا كعادتها الرّموز المسيحية كالصلبان وصور المسيح والعذراء مريم ومشاهد القبور، ورغم أنها غالبا ما تستخدم هذه الرّموز إلاّ أن عرضها في حفل بهذه الضخامة غير مسبوق في منطقة الخليج، وقامت في أحد المشاهد بالدوس على صليب معلّق خلفها، بينما ظهرت في فيلم رافق إحدى الأغاني في ثياب داخلية شفّافة، وكانت تقوم بإيحاءات جنسية قوية. وحيّت مادونا جمهور أبو ظبي حاملة رشاشا عند تأديتها أغنيتها (رفولفر) التي تضمّن العرض المسرحي المرافق لها مشاهد قتل ودماء، ونادت جمهورها ب (أبناء العاهرة) من أجل بثّ الحماسة فيهم.