كشفت صحيفة صهيونية عن لقاءات سرّية يجريها مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية مع مسؤولين صهاينة تمّ فيها تبادل رسائل بين الجانبين رغم تأكيد السلطة أنه لا مفاوضات إلاّ بعد الاستجابة لعدد من الشروط، وفي مقدّمتها الوقف التام للاستيطان. فقد أماطت صحيفة (هاآرتس) الصهيونية اللثام عن لقاءات سرّية بين مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني يشارك فيها إسحق مولهو مبعوث رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات، أسفرت خصوصا عن تبادل رسائل بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضحت الصحيفة أن الرجلين تطرّقا إلى قضية إضراب المعتقلين الفلسطينيين عن الطعام، وطالب السلطة الفلسطينية بنقل أسلحة من الأردن إلى قوّات الأمن الفلسطينية. ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مسؤول صهيوني أن الاتّصال بين الجانبين يجري على مستويات عدّة، وأن الكيان الصهيوني على استعداد لبدء مفاوضات دون شروط مسبقة، موضّحا أنهم وضعوا إجراءات ثقة لمحاولة توفير مناخ أفضل لهذه المباحثات، مشيرا إلى الاتفّاق الذي وضع حدّا لإضراب المعتقلين عن الطعام والآخر الذي سلّمت بموجبه جثث ناشطين فلسطينيين. من جانبه، أكّد عريقات عقْد هذه اللّقاءات التي اعتبرها متعلّقة بمطالب فلسطينية ولا علاقة له بمفاوضات السلام، وقال: (تحدّثنا أخيرا عن ضرورة الإفراج عن جميع الأسرى المعتقلين قبل اتّفاقات أوسلو، وعددهم 123 أسير). جديرٌ بالذّكر أن محمود رئيس السلطة الفلسطينية أكّد سابقا أنه لا عودة إلى المفاوضات المباشرة إلاّ بعد الموافقة على تحرير الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتّفاقات أوسلو بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني عام 1993 ووقف البناء الاستيطاني في الضفّة الغربية والقدس الشرقية والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض.