كشف محمد الشريف عباس وزير المجاهدين أمس الاثنين عن إنجاز أكثر من 100 شريط وثائقي في إطار الاحتفال بالذّكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، مؤكّدا أن التحضيرات لهذه المناسبة أصبحت في مراحلها الأخيرة مع تحضير برنامج وطني ثري على مدار سنة كاملة احتفالا بخمسينية الاستقلال. ومن جهة أخرى، أكّد وزير المجاهدين أن إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية تاريخية ليس بالأمر السّهل، مشيرا إلى صعوبة تسيير مثل هذه القنوات وتنظيمها. صرّح وزير المجاهدين محمد الشريف عباس صباح أمس الاثنين لدى نزوله ضيفا على برنامج (حوار اليوم) الذي تبثّه القناة الأولى للإذاعة الوطنية بأن التحضيرات للاحتفال بالذّكرى الخمسين للاستقلال قد قاربت على الانتهاء ولم يبق إلاّ بعض الرّوتوشات الأخيرة، حيث تمّ إعداد برنامج ثري عبر كافّة التراب الوطني على مدار سنة كاملة، موضّحا أنه مهما كان مستوى التحضير لهذه المناسبة فلن توف حقّها لكونها ثمرة جهاد ونضال طويلين وتضحيات جسام. وأضاف وزير المجاهدين في حديثه عن أهمّ الأعمال المخلّدة للذّكرى الخمسين للاستقلال أنه تمّ تحضير مجموعة من النشاطات التي ستعرض على مدار سنة كاملة، حيث خصّ بالذّكر مجال السمعي البصري الذي سيقوم بعرض أكثر من 100 شريط وثائقي يخلّد بطولات الشعب الجزائري وتضحياته خلال الحقبة الاستعمارية تمّ إنجازها بالتعاون ما بين وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة، إلى جانب عرض أفلام طويلة تروي المسيرة النّضالية لبعض رموز الثورة بهدف تعريف الجيل الجديد بهؤلاء الأبطال. ومن هذه الأفلام فيلم حول المسيرة النّضالية ل (مصطفى بن بولعيد) وفيلم آخر حول أحمد زبانة، وقد تمّ إنجاز هذين الفيلمين خلال هذه السنة احتفالا بالذّكرى الخمسين للاستقلال، في حين لازالت بعض الأفلام الأخرى في طور الإنجاز كالفيلم الذي يجسّد شخصية كريم بلقاسم وفيلم يجسّد شخصية العربي بن مهيدي وفيلم آخر يروي المسيرة النّضالية للعقيد لطفي إلى غير ذلك من الأفلام التي سيتمّ عرضها على مدار سنة كاملة خصّصت للاحتفال بهذه المناسبة المجيدة. في ذات السياق، أشار محمد الشريف عباس إلى مجموعة من النشاطات الأخرى التي سيتمّ تنظيمها على مدار السنة، موضّحا أنه سيتمّ تنظيم ندوات وملتقيات وطنية ودولية بمشاركة عدّة قطاعات يتجاوز عددها 400 ملتقى وطني خاص بتاريخ الثورة ومرحلة البناء الوطني، زيادة عن تنظيم سلسلة من المحاضرات خارج الوطن بالتعاون مع السفارات والقنصليات الجزائرية بالخارج، هذا إلى جانب نشاطات رياضية متنوّعة موجّهة إلى الشباب في كافّة ولايات الوطن. وأضاف الوزير أن الاحتفال سيتميّز (بالجزائريات) بملعب 5 جويلية. وبالمناسبة وجّه وزير المجاهدين دعوة إلى كلّ من عاش فترة الثورة التحريرية لكتابة مذكّراته، وأكّد في هذا الصدد أن الوزارة مستعدّة لطبع هذه المذكّرات على نفقتها الخاصّة، مبرزا الحاجة الكبيرة إلى المادة الأوّلية لكتابة تاريخ الثورة الجزائرية المباركة. وأكّد عباس بالمناسبة أنه تمّت برمجة 500 عنوان للطبع بين جديد وقديم أعيد طبعه إلى جانب الشروع في إنجاز سلسلة عن (أمجاد الجزائر). وفي سياق آخر، رأى وزير المجاهدين أن إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية تاريخية بعد أمرا صعبا، موضّحا أن الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاز هذا المشروع متوفّرة لكن (تنظيمها وتسييرها ليس سهلا)، مشيرا إلى أن مثل هذه القنوات تحتاج إلى تموين بالمادة الإعلامية بصورة دائمة ومكثّفة، أما بخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية فقد أعرب عن ارتياحه للمؤشّرات الأولى التي ظهرت بعد تولّي الحزبي الاشتراكي رئاسة فرنسا، مبيّنا أن الرئيس الجديد فرانسوا هولاند أدلى بتصريحات مشجّعة بما يخدم مصلحة الشعبين، مضيفا أن الجزائر تنتظر الأفعال لا الأقوال. كتابات تصدر وراء البحار "تساوي بين الضحّية والجلاّد" قال وزير المجاهدين إن وزارته تعاني في مجال كتابة التاريخ من وجود كتابات تصدر وراء البحار (تساوي بين الضحّية والجلاّد) ويجعلون مقاومة الشعب الجزائري ونضالاته ومعاناته (متساوية) مع الطرف المحتل. وأوضح السيّد الشريف عباس أنه (لا يمكن أن نقدّم شيئا نقول إنه في المستوى لأننا نعاني في هذا المجال -كتابة التاريخ- وهذا راجع إلى وجود توجه كبير إلى استقراء التاريخ من وراء البحر حيث هناك أناس لهم باع طويل في مجال كتابة التاريخ ويعدّون من المراجع التاريخية حتى بالنّسبة للمقاومة والثورة التحريرية). وأشار الوزير إلى أنه يلاحظ في كتابات هؤلاء الباحثين والمؤرّخين أنهم (يساوون بين الضحّية والجلاّد ويجعلون مقاومة الشعب الجزائري ونضالاته ومعاناته متساوية مع الطرف المحتلّ)، معتبرا ذلك (تغليطا). وبالمقابل، أكّد ذات المسؤول وجود أسماء جزائرية تكتب في هذا المجال وتصدر كتابات (نزيهة)، مبرزا أن كتابة التاريخ في حاجة إلى (مادة خام)، داعيا في هذا الشأن كلّ من شاركوا في الثورة إلى كتابة مذكّراتهم، مشيرا إلى أن وزارتي المجاهدين والدفاع الوطني ستتكفّلان بتكاليف طبع تلك المذكّرات.