وصف علماء من الأزهر الرقية الشرعية بأنها علاج روحي ونفسي لأمراض السحر والحسد، مؤكدين أنها لا تتم إلا بالآيات القرآنية والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. واشترط العلماء عدة شروط ينبغي أن تتوفر في الرقية الشرعية حتى تكون صحيحة وبعيدة عن السحر والشعوذة، أهمها الاعتقاد بأنها لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى، وألا تشتمل على شيء غير مباح كالاستغاثة بغير الله، أو دعاء غيره. قال الدكتور سيد محمود عبد الرحيم أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، هناك عنصران تعتمد عليهما الرقية الشرعية، الأول يتمثل في آيات القرآن الكريم، والثاني يتمثل فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية وأذكار، والأصل في الرقية اجتهاد، وفيها توسع، والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الرقية الشرعية أمور قليلة. ويضيف سيد محمود، بحسب (الاتحاد): الرقية الشرعية تنفع بأي آيات من القرآن الكريم لأن القرآن كله شفاء، ولكن هناك آيات معينة تتصدى للسحر والجن والعين والمس، وهي الآيات التي يعتمد عليها الراقي في ممارسة الرقية الشرعية، وتأتي سورة الفاتحة على رأس هذه الآيات، ومن بعدها الآيات الخمس الأولى من سورة البقرة، وكذلك قول الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). وكذلك قول الله تعالى في ختام سورة البقرة: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ). وأيضا قول الله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)، وأيضا قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ). كذلك قول الله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)، هذا بالاضافة إلى أول سورة الصافات، وسورة الإخلاص والفلق والناس. الاستعاذة أما الأدعية الواردة عن النبي الكريم فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وقوله أيضا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم وكذلك قوله: أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر وقوله: وأعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة. ويؤكد أن أخذ الأجر على الرقية الشرعية مباح لقوله صلى الله عليه وسلم: (حق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)، مشيرا إلى أنه مطلوب من المريض بعد الشفاء أن يتبع نظاما معينا، بحيث يحافظ على الصلوات في وقتها وفي جماعة، ويحافظ على صلاة الفجر، ويواظب على أذكار الصباح والمساء، ويذكر اسم الله إذا أراد أن يأكل أو إذا أراد أن يشرب. ويصف الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا الرقية الشرعية بأنها علاج نفسي وروحي وعضوي، فضلا عن أنها تعالج السحر والحسد والمس، مؤكدا أن هناك عددا من الشروط ينبغي أن تتوفر في الرقية حتى تكون صحيحة وبعيدة عن السحر والشعوذة، وأهم هذه الشروط أن يعتقد الراقي والمريض بأنها لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى، وأن تكون بكلام الله، أو بأسمائه، أو صفاته، أو بالأدعية النبوية المأثورة، وأن تكون باللسان العربي، وبصوت مفهوم ومسموع من دون تمتمة وسرية وطلاسم ورموز، وأن تكون مفهومة المعنى، وألا تشتمل على شيء غير مباح كالاستغاثة بغير الله، أو دعاء غيره، أو اسم للجن، أو ملوكهم ونحوه. الراقي الشرعي ويفرق الشيخ أبو الحسن بين الرقاة الشرعيين وبين السحرة والمشعوذين، مؤكدا أن الراقي الشرعي إنسان ملتزم بكتاب الله تعالى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويحافظ على الصلاة، ويحافظ على ألا تكون هناك شبهة في عمله كأن يخلو بامرأة بلا محرم، كما أن الراقي الشرعي لا تتعدى رقياه القرآن والسنة والأدعية التي جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. أما الدجال والمشعوذ والساحر والكاهن فله سمت يظهر عليه، فهو لا يصلي، ولا يلتزم بالسنة، ولا يحافظ على الطهارة، ولا تظهر عليه علامات الصالحين. ويحذر الشيخ أبو الحسن من انتشار السحرة والمشعوذين، وخداعهم للناس ولبسهم اللباس الشرعي، والذين يوهمون الناس بأنهم يعالجون بالقرآن ويفكون السحر، مشيرا إلى أن من أساليب وعلامات السحرة والمشعوذين أن يسأل عن اسم المريض واسم أمه، ويأمرك ألا تذكر الله، ولا تقل بسم الله عند علاجه لك، وغير ذلك من الأساليب المعروفة. ويؤكد أن كل من خالف شروط وقواعد الرقية الشرعية فهو ما بين ساحر ومشعوذ ودجال ونصاب، والدجالون والنصابون لا يقلون خطرا عن السحرة والمشعوذين وإن لم يكونوا سحرة فهم يلبسون بلباس الدين ويخدعون الناس أو يبتزونهم بأموال طائلة ويتظاهرون بالصلاح. وحول تأثير القراءة على الماء والنفث فيه في شفاء المريض. يقول الشيخ أبو الحسن: لقد قال الحوري: نعم، فالماء بحد ذاته علاج فما بالك لو قرئ عليه كلام الله تعالى، وقد ثبت ذلك عن بعض السلف حيث قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: (إأن إيصال الرقية والقراءة بالنفخ أو النفخ في الماء ثم يسقيه المريض أو يصب عليه فهذا لا بأس به لفعل السلف له ولا ينكر لأنه له أصل في السنة). وقال إن علماء مسلمين وغير مسلمين أثبتوا إثباتاً مادياً محسوساً أن الماء يحس ويشعر كما لو كان كائنا حيا يتغير عند سماعه لكلمات المدح كما يتغير عند سماعه لكلمات الهجاء. وأثبتوا أيضا أن لسماع كلمات الله وأسمائه طاقة تشفي المريض من أمراض عضوية ونفسية وروحية، مما يدعونا للاعتقاد بجدوى العلاج بالماء المقرأ عليه آيات القرآن خاصة إذا علمنا أن نسبة الماء في جسم الإنسان في متوسطها لا تقل عن 70 في المئة من وزن الجسم. * الرقية الشرعية علاج نفسي وروحي وعضوي، فضلا عن أنها تعالج السحر والحسد والمس، وهناك عددٌ من الشروط ينبغي أن تتوفر في الرقية حتى تكون صحيحة وبعيدة عن السحر والشعوذة، وأهم هذه الشروط أن يعتقد الراقي والمريض بأنها لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى، وأن تكون بكلام الله، أو بأسمائه، أو صفاته، أو بالأدعية النبوية المأثورة، وأن تكون باللسان العربي، وبصوت مفهوم ومسموع من دون تمتمة وسرية وطلاسم ورموز، وأن تكون مفهومة المعنى، وألا تشتمل على شيء غير مباح كالاستغاثة بغير الله، أو دعاء غيره، أو اسم للجن، أو ملوكهم ونحوه. * الراقي الشرعي إنسان ملتزم بكتاب الله تعالى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويحافظ على الصلاة، ويحافظ على ألا تكون هناك شبهة في عمله كأن يخلو بامرأة بلا محرم، كما أن الراقي الشرعي لا تتعدى رقياه القرآن والسنة والأدعية التي جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. أما الدجال والمشعوذ والساحر والكاهن فله سمت يظهر عليه، فهو لا يصلي، ولا يلتزم بالسنة، ولا يحافظ على الطهارة، ولا تظهر عليه علامات الصالحين.