الرقية الشّرعية هي الّتي تخلو من الشرك والشعوذة، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا'' رواه مسلم، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا رقية إلاّ مِن عينٍ أو حُمّة'' أخرجه مسلم وأحمد وغيرهما. وذِكْرُ الراقي لأسماء الّذين سحروا المصابين ادّعاء لعلم الغيب الّذي لا يعلمه إلاّ الله علام الغيوب، وادّعاء علم الغيب شِركٌ لا يغفره الله إن مات العبد على شركه. قال تعالى: ''إنّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشرَك به ويغفِرُ ما دون ذلك لمَن يشاء'' النساء.116 كما أنّ ذلك الفعل يؤدي إلى قطع الأرحام وإحداث الفتنة بين أفراد البيت الواحد، كما بلغنا عن كثير من الرقاة المشعوذين الّذين اتّخذوا الشعوذة وسمّوها رقية سبيلاً للاسترزاق وكسب القوت الحرام وكسب الشّهرة، في حين نجد أنّ الرقية الشّرعية الثابتة في السُنّة هي ما كانت بالآيات القرآنية والأدعية الشّرعية الثابتة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكفى. أمّا التمائم أو الحرز فما كان مكتوبًا بكتابة غير مقروءة ولا مفهومة، فيها أسماء الشياطين أو العظام أو الطلاسم وهي الحروف المقطعة غير المقروءة فهي شرك محرّم، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم في ذلك: ''مَن تعلّق تميمة فلا أتَمَّ الله له'' أخرجه أحمد والحاكم وهو ضعيف، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''من تعلق تميمة فقد أشرك'' أخرجه أحمد والحاكم وهو صحيح. أمّا التمائم المكتوب فيها آيات من القرآن وأدعية من السُنّة فمختلف فيها بين العلماء، ورجّح بعضهم تحريمها سَدًا للذريعة وأجازها غيرهم، منهم الأئمة الأعلام مالك بن أنس رحمه الله صاحب المذهب وإمام دار الهجرة وعائشة رضي الله عنها وابن تيمية رحمه الله وغيرهم.