كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمائهم، وأحد المبشرين بالجنة، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وصاحب الفتوحات، ولعدله ونصرته للإسلام لقب بالفاروق. هو عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وكنيته أبو حفص (شبل الأسد)، لقب بالفاروق في السنة الثالثة عشرة من ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام وولد بمكة، وذكر كعب أنه يجتمع نسبه مع نسب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية، وقيل إنها أخت أبي جهل، ونشأ في بيت من أشراف مكة ومن أرفعها قدرا، وأعلاها منزلة، وكان له مكانة عالية بين قريش وأهَّله ذكاؤه وفصاحته وحكمته وقوته وشجاعته ليكون سفيرَها، وعُرف بالشدة على المسلمين والعداء لهم، ومقاومة الدعوة إلى الإسلام. الهجرة الأولى وعندما هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة، شعر عمر بالحزن والأسى على ما أصاب قريشاً من تمزق وفرقة بسبب الدين الجديد وعزم على قتل الرسول عليه الصلاة والسلام حتى تستريح قريش وتعود إلى سابق عهدها، وانطلق متقلدا سيفه إلى دار الأرقم، حيث يجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبينما هو في طريقه لقي رجلا من بني زهرة، وأخبره بإسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بن عمر رضي الله عنهما، فاندفع في غيظ شديد إلى دارهما، فتأكد له الخبر، فقد وجدهما يقرآن القرآن، فانهال عمر عليهما ضربا حتى قالت له اخته لمَّا غضبت من فعله: الحق في غير دينك يا عمر، وأنا أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله. وطلب عمر من أخته الكتاب الذي فيه القرآن، فقالت له: يا عمر إنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل وتوضأ، ففعل عمر ثم أخذ الكتاب وقرأ من أول سورة طه حتى انتهى إلى قوله تعالى: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فأعبدني واقم الصلاة لذكري) طه 14، فقال عمر: دلوني على محمد، ولما قابل الرسول عليه الصلاة والسلام، أسلم بين يديه، وقال له: (ألسنا على حق؟) قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: (بلى)، قال: (والذي بعثك بالحق لنخرجنّ). وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة وصف يتقدمه عمر، فلقِّب بالفاروق، حيث فرق الله به بين الكفر والإيمان، وبعد أن ذاع نبأ إسلامه في قريش كلها، زادت قريش في حربها وعدائها للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه، حتى بدأ المسلمون في الهجرة إلى المدينة، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ونادى في جموع المشركين: (من أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي). وشهد عمر بن الخطاب جميع المواقع والغزوات التي شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان ممن استشارهم الرسول، عليه الصلاة والسلام قبل غزوة بدر، ودعا إلى قتال المشركين، وفيها قتل خاله العاص بن هشام، وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قُتل؟ وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول بعد أن غابت الشمس. ولما وقعت موقعة اليمامة التي قتل فيها عددٌ كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، ذهب عمر إلى أبى بكر رضى الله عنهما، وطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه. فتح الشام واختاره أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، للخلافة بعد أن استشار كبار الصحابة، فأثنوا عليه خيرا، ولما تولى فى سنة 13 ه، كانت جيوش الفتح في الشام، فأرسل على الفور جيشا إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه، وانتهت بهزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيش المسلمين، ولما نجح المثنى بن حارثة في استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، وألحق بهم هزيمة منكرة فى معركة نهر البويب، أراد الفاروق الخروج من المدينة بنفسه على رأس جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابة أشاروا عليه أن يختار سعد بن أبي وقاص لقيادة الجيش. وكان عمر بن الخطاب أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة 14 ه، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة 16 ه، وأول من عس في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضعُ الخراج، كما أنه مصَّر الأمصار، واستقضى القضاة، ودوَّن الدواوين، وفرض الأعطية، وحج بالناس عشر حجج متوالية. ونال عمر رضي الله عنه الشهادة وهو يؤدي صلاة الفجر بالمسجد عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، غلام المغيرة بن شعبة، فى سنة 23 ه، ودفن إلى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الحجرة النبوية الشريفة. * شهد عمر بن الخطاب جميع المواقع والغزوات التي شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان ممن استشارهم الرسول، عليه الصلاة والسلام قبل غزوة بدر، ودعا إلى قتال المشركين، وفيها قتل خاله العاص بن هشام، وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قُتل؟ وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول بعد أن غابت الشمس. ولما وقعت موقعة اليمامة التي قتل فيها عددٌ كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، ذهب عمر إلى أبى بكر رضى الله عنهما، وطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه. * كان عمر بن الخطاب أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة 14 ه، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة 16 ه، وأول من عس في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضعُ الخراج، كما أنه مصَّر الأمصار، واستقضى القضاة، ودوَّن الدواوين، وفرض الأعطية، وحج بالناس عشر حجج متوالية.