باشرت مختلف القنوات الدينية هذه الأيّام الإعلان عن برامجها الجديدة لشهر رمضان الذي باتت تفصلنا عنه أيّام معدودة، حيث تنوّعت البرامج واختلفت موضوعاتها من داعية إلى آخر ومن أستاذ إلى آخر لكن اشتركت أغلبها في معالجة مواضيع لها علاقة بالواقع العربي الرّاهن، بينما يفضّل البعض الآخر الحديث عن مواضيع اجتماعية تعالج الفساد الأخلاقي الكبير الذي تشهده المجتمعات الإسلامية. لم تختلف كثيرا عملية ظهور الدعاة، إذ أن بورصة هؤلاء المفكّرين لم تختلف، فلازالت نفس القنوات تستحوذ على أقوى البرامج كما تشهد القنوات الدينية المعروفة منافسة شرسة من تلك القنوات المنوّعة، والتي تهدف إلى جلب أكبر عدد من المتفرّجين والمشاهدين خلال شهر رمضان، فراهنت هي الأخرى على أكثر الدعاة متابعة في العالم العربي والإسلامي. ازدانت القنوات خاصّة الدينية منها بأبهى حلّة لاستقبال الشهر الفضيل، فنوّعت في إعلاناتها للشبكة البرامجية الرّمضانية وتنوّعت شعاراتها الداعية لشهر مميّز تملأه النّفحات الإيمانية والعبادات الربّانية. ولعلّ أبرز تلك القنوات قناة (الرسالة) التي بدأت الإعلان عن برامجها الجديدة وحتى عبر موقعها الرّسمي لتعد مشاهديها ببرامج حصرية لدعاة تعوّدنا ظهورهم عبر القناة من أمثال الدكتور طارق السويدان) الذي سيطلّ علينا ببرنامج (أسرار القيادة النبوية) ليحدّثنا عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم قائدا مسايرا الأحداث الرّاهنة بوصول حكّام جدد إلى سدّة الحكم في بعض الدول العربية. كما يعد الشيخ سلمان العودة ببرنامج جديد يحمل اسم (ميلاد) من المنتظر أن يعرض عبر قناتي (فور شباب) و(الرسالة)، كما سيواصل الدكتور علي العمري برنامجه الرّائد (مذكّرات سائح) ليصل إلى الجزء السادس منه، البرنامج الذي يطوف فيه الدكتور بدول العالم حاملا أفكارا تغييرية وتجديدية من أجل صناعة واقع أفضل الفكرة التي لا تختلف كثيرا عن خواطر الأستاذ أحمد الشقيري الذي يواصل خواطره للعام الثامن على التوالي، حيث عوّد الشقيلري جمهوره الغفير عبر مختلف القنوات الدينية وحتى المنوّعة منها كقناة (أم بي سي) التي ستعرض البرنامج أيضا، والذي حقّق العام الفارط أعلى نسب المشاهدة في العالم العربي، حيث سيعرض لنا واقع العالم الثالث وسبل التغيير فيه إلى الأفضل. ومن الدعاة الشباب الذين حقّقوا نجاحا كبيرا في السنوات الأخيرة الأستاذ مصطفى حسني الذي سيطلّ على جمهوره عير قناة (اقرأ) الفضائية ببرنامج (سحر الدنيا)، البرنامج الذي تراهن عليه القناة لحمله فكرة جديدة ومعالجة شبابية جديدة. الداعية المصري الآخر الذي أحدث ضجّة كبيرة في الأيّام الأخيرة بعد دعمه أحمد شفيق في الانتخابات المصرية الأخيرة هو الأستاذ عمرو خالد الذي خسر الكثير من متابعيه بسبب موقفه المفاجئ هذا، من المنتظر أن يطلّ على جمهوره هذه المرّة ليس عبر القنوات الدينية المعتادة وإنما عبر قناة (أم بي سي) في برنامج حمل اسم (عمر إنسان حضارة) ليتحدّث فيه عن شخص الخليفة عمر الفاروق وعدله وقيادته. ومع الأجزاء دائما، سيواصل الداعية الكويتي الشيخ محمد العوضي سلسلته (بيني وبينكم) عبر قناة (اقرأ) والقناة الكويتية (الرّأي) التي تعوّد الإطلال عبرها في رمضان، كما سيتحدّث الشيخ عائض القرني عن برّ الوالدين عبر مختلف القنوات الدينية. هذا في انتظار الدعاة الآخرين الذين لم يفصحوا بعد عن جديدهم في رمضان، ليكون المشاهد المسلم في شهر رمضان على موعد مع برامج مختلفة ومتنوّعة حسب ما وعدت به مختلف القنوات الدينية التي تراهن كثيرا على هذا الشهر للاستحواذ على عدد أكبر من المشاهدين.