طرحت جميع القنوات الوطنية والموضوعاتية والجهوية الموزّعة عبر التراب الوطني أمس الأربعاء موضوعا مشتركا في إطار حصص تفاعلية مباشرة مع الجمهور العريض (إشكالية ارتفاع حوادث المرور بالجزائر والسبل لتقليص الخطر)، في بثّ تحسيسي مفتوح حول حوادث المرور امتدّ من الساعة السادسة صباحا إلى غاية منتصف اللّيل بمشاركة كافّة الفاعلين في مجال السلامة. ضمن مبادرتها التحسيسية ومهامها النبيلة تلقّت مختلف القنوات الوطنية والموضوعاتية والجهوية الموجودة إرسالية تتضمّن تكييف البرامج والمواعيد الإخبارية مع الحدث، واستنادا إلى أصحاب المبادرة فإن الهدف من هذا المسعى هو نشر ثقافة مرورية والحدّ من تهوّر بعض السائقين المغامرين، وقد سبق وأن قامت الإذاعات بنفس الدور في السنوات الماضية منها إطلاق برامج وومضات تحسيسية على مدار سنة كاملة بخطر حوادث المرور خلال سنة 2009 / 2010. وقد اجتهدت الإذاعة الجزائرية في تنظيم يوم تحسيسي مفتوح أمس الأربعاء حول حوادث المرور بمشاركة كافّة الفاعلين في مجال السلامة المرورية ومساهمة المستمعين نتيجة المجازر المرتكبة عبر مختلف الطرقات. حيث تجاوز عدد القتلى خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية 1880 قتيل عبر شبكة الطرقات المختلفة بعد أن دوّنت التقارير الصادرة خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية عن مصالح الدرك الوطني أن العامل البشري يبقى المتسبّب الرئيسي في حوادث السير وبنسبة 89 بالمائة، تليها عوامل أخرى كحالات المركبات ووضعيات الطريق وسوء الأحوال الجوية، (إذ تسبّبت هذه الأخيرة في نسبة 4 بالمائة من حوادث المرور). وأوضح مساعد المدير العام للإذاعة الوطنية المكلّف بالاتّصال محمد شلوش أن المبادرة فرصة لتحسيس المواطنين بالتصاعد الخطير لحوادث المرور، مشيدا بحملة 2010 التي ساهمت في خفض عدد الضحايا بنسبة 25 بالمائة. في ذات السياق، أكّد شلوش أن العمل الجماعي في هذه الحملة مهمّ جدّا بما في ذلك انخراط السائقين الذين وجّهت لهم دعوة بالمناسبة من أجل نشر التوعية المرورية وإيقاظ الضمائر. وتشير الإحصائيات الواردة في تقرير مصالح الدرك الوطني إلى أنه خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية تمّ تسجيل 12 ألف و407 حادث مرور بزيادة تقّدر ب 11 بالمائة عن السنة الماضية، وبلغ عدد القتلى 1659 بزيادة أكثر من 3 بالمائة، فيما سجّل 21 ألف و363 جريح متفاوت الخطورة. في نفس الفترة وبزيادة تقدّر ب 30ر9 بالمائة، لقي حوالي 221 شخص حتفهم وأصيب 6918 آخرون بجروح في حوادث المرور في المناطق الحضرية خلال الفترة الممتدّة من 01 جانفي 2012 إلى 31 ماي 2012، حسب حصيلة للمديرية العامّة للأمن الوطني، وسجّلت ذات المديرية انخفاضا في عدد الوفيات مقارنة بنفس الفترة من سنة 2011 ب 61 حالة وفاة. كما ذكر ذات المصدر أن العنصر البشري يبقى في صدارة أسباب الحوادث الجسمانية، ويتخوّف الجميع من ارتفاع هذه الظاهرة التي باتت تؤرّق العائلات الجزائرية يوميا وتشكّل عبئا ثقيلا على الخزينة العمومية نظير التعويضات التي تدفع ومصاريف العلاج والأثار الاجتماعية والنّفسية التي تتركها بالنّسبة للمصابين وعلى أفراد الضحّية. ويبقى الأمل قائما رغم الجهود المبذولة من طرف كافّة القنوات بمعيّة القائمين على المديرية العامّة للإذاعة في توصيل رسائل ومضامين إعلامية لعلّها تلقى استجابة من طرف مستعملي الطرقات.