وضع غياب المياه عن الحنفيات سكان قرى عرش برقوقة بدائرة معاتقة جنوب تيزي وزو على صفيح ساخن، حيث خرج صبيحة أمس العشرات من السكان الذين قدموا من 15 قرية تابعة لذات العرش الذي يضمّ قرابة 10 آلاف نسمة، في مسيرة احتجاجية انطلقت من إحدى القرى وصولا إلى بلدية معاتقة التي أرادوا غلق مقرّها ومقرّ الدائرة، إلى جانب مقرّ الجزائرية للمياه. المحتجّون تأجّجت في نفوسهم نار الغضب لمّا تفاجاؤا بالسلطات تقوم بغلق المقرّات التي كانوا في طريقهم إليها من أجل غلقها بدل الاستعداد لاستقبال وفد عنهم من أجل مناقشة الوضع ودراسة الحلول مع بعض، ليعودوا أدراجهم ويقومون بغلق الطريق الولائي رقم 147 الرّابط بين تيزي وزو ومعاتقة عبر بترونة، وقد استعملوا في ذلك أغصان الأشجار والأحجار وأضرموا النّار في العجلات. السكان خرجوا في الحركة الاحتجاجية المذكورة بعدما ضاقوا ذرعا بتهرّب السلطات المحلّية عن مسؤولياتها بخصوص التدخّل لحلّ مشكل المياه الصالحة للشرب، حيث عاشت المنطقة السنة الماضية في مثل هذا الوقت حالة مماثلة وعدت السلطات بحلّها في أقرب الآجال إلاّ أن الوضع تجدّد بمجرّد دخول فصل الصيف. وصرّح المواطنون بأن القضية معقّدة لأن المياه متوفّرة والخزّان الذي يموّنهم تفيض منه المياه وتذهب هباء، كلّ ما في الأمر أن السلطات عليها إنجاز شبكة اخرى، إلاّ أن سكان القرية المجاورة رفضوا ذلك، ما يجعل السلطات الجهة الوحيدة المخوّلة لفكّ المشكل قبل أن تنزلق الأوضاع بين الطرفين. وقد سبقت الحركة الاحتجاجية سلسلة من الاجتماعات بين لجان القرى التي تيقّنت من أن الحلّ الوحيد لقضاء حاجياتها وإنهاء فترة جحيم البحث عن الماء وغيابه عن الحنفيات، هو استثمار الشارع والخروج لإيصال أصواتها إلى الجهات المعنية وإجبارها على التدخّل. وقد استمرّ غلق الطريق إلى ساعات متأخّرة من ظهيرة أمس، ما خلق شللا كبيرا في حركة المرور، خاصّة النّاقلون الخواص العاملون ناحية المنطقة، ما دفع بالمسافرين إلى التنقّل مشيا على الأقدام تحت درجات حرارة مرتفعة ولمسافات امتدّت إلى كيلومترات، يحدث كلّ هذا أمام غياب كلّي للسلطات المحلّية التي تنصّلت عن مسؤوليتها وتنحّت جانبا لتكون في منصب المتفرّج عن أحداث الشارع.