** لي أحد أصدقائي حينما يغضب يلعن أمه أو يلعن أي شخص يقابله، وحينما تقول له: لا تلعن، يقول اللعنة أليست ترجع عليّ..ما دخلك؟ أبلغوني الجواب جزاكم الله خيراً. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن الإكثار من اللعن ليس من صفات المؤمن؛ قال صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء)، ولعن من لا يستحق اللعن كبيرة من كبائر الذنوب (انظر الكبيرة 39من كتاب الكبائر للذهبي)، وفي الحديث: (لعن المؤمن كقتله) رواه البخاري (6105) ومسلم (110) من حديث ثابت بن الضحاك _رضي الله عنه- ويعظم إثمه عندما يكون موجهاً للوالدين أو لأحدهما كما في السؤال، إذ يجتمع فيه حينئذٍ إثم اللعن وإثم عقوق الوالدين؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من لعن والديه) رواه مسلم (1978) من حديث علي رضي الله عنه. ومن لعن شخصاً لا يستحق اللعن عاد ذلك اللعن على اللاعن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها). ولا يجوز التساهلُ في لعن الناس، لما في ذلك من الوعيد الشديد، أما اللعن على سبيل العموم لمن يستحقه فلا بأس كلعن الكافرين والظالمين وآكلي الربا.. وشاربي الخمر.. ونحو ذلك مما هو لعن لجنس الفاعلين لا لأعيانهم. وما ذكره السائل من عدم مبالاة اللاعن بعقوبة اللعن هو -والعياذ بالله- من قبيل الاستخفاف بعقاب الله، وعليه فالواجب مناصحة المذكور بالتي هي أحسن، وبالحكمة والموعظة الحسنة حتى لا يصر على خطئه، ويُنبه برفق ولين على خطورة ذلك ومآل من استخف بعقاب الله، فلعله لا يعلم بأن ذلك يؤدي إلى الكفر. والله أعلم.