استقبلت كل العائلات الجزائرية شهر رمضان الكريم في أجواء بهيجة ملئها التآزر والرحمة، وقد تجلى ذلك في الشوارع التي فتحت أبوابها لاستقبال عابري السبيل والعائلات المعوزة، هذا الشهر الذي استعدت العائلات من أجل استقباله بشكل احتفالي قبل شهور، هذا الشهر المعظم الذي يحرص كل الأفراد على الالتزام بصيامه وقيامه، وعلى غرار هؤلاء الأصحاء نجد تلك الفئة التي تعاني وتصارع المرض من أجل صيام هذا الشهر، فبالرغم من خطورة الوضع إلا أنهم لم يستطيعوا التفريط في صيامه. وقد استقبل مرضى داء السكري كغيرهم من المواطنين الآخرين شهر رمضان رغم التوصيات الطبية والدينية التي تقتضي عدم صيام مريض السكر، إلا أننا نجد نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى الذين أصروا على صيام شهر رمضان عبر مختلف أنحاء الوطن العربي أين يصل عدد المسلمين إلى مليار ونصف المليار في أقطار مختلفة من العالم أين تزامن الصيام لهذا العام مع ارتفاع محسوس في درجة الحرارة في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة المصابين بداء السكري أيضا، مع العلم أن صعوبة الصوم تزداد في أيام الحر أين يتوقف عن شرب السوائل مما يؤدي إلى انخفاضها في الجسم وما يمكن أن يسببه من مشكلات صحية وأضرار على المريض، وبما أن النظام الغذائي الذي يتبعه المريض في شهر رمضان يكون مختلفا بطبيعة أخرى غير التي كان عليها قبل هذا الشهر الفضيل لأن برنامج الغذائي للمريض كان يتماشى وفق برنامج غذائي معين ووصفة علاجية معينة تؤخذ في أوقات محددة وبجرعات محددة، ومع دخول هذا الشهر تطرأ عليه بعض التغيرات مثل تغيير بعض الوجبات والامتناع عن الطعام فترة طويلة ويتغير عليه النشاط اليومي الذي كان يمارسه قبل رمضان. وفي هذا الشأن أوجب على المريض بداء السكري أن يراعي هذه التغيرات التي ستطرأ عليه أثناء الصيام، وفي هذا الشأن وحسب تصريح إحدى الأخصائيات في هذا المجال استطاعت أن تحدد نوعين من مرضى السكري، وفي نصيحة منها إلى كل هؤلاء المرضى من النوع الأول أي الذين يعتمدون على الأنسولين بالامتناع عن الصوم في هذا الشهر، مشيرة إلى أن هناك حوالي 54 في المئة منهم يقومون بالصيام رغم خطورة الوضع عليهم ونسبة 86 في المئة من مرضى السكري من النوع الثاني الذين لا يستعملون الأنسولين، وأمام هذا العناد فقد تحدث اضطرابات ومشكلات لا يمكن توقعها عند إصرار المريض على الصوم كاحتمال تعرضه إلى مشكلات صحية عدة خصوصا في فصل الصيف أين تعرف هذه الأيام موجة حر عالية مست معظم ولايات الجزائر أين يكون النهار أطول مما ينتج عنها ظهور عدة أعراض منها على سبيل المثال هبوط نسبة السكر نتيجة طول فترة الصيام التي تتراوح ما بين 12 إلى 14ساعة في اليوم الواحد أو ارتفاع نسبة السكر في الدم في حالة عدم تناول الدواء بانتظام وصولا إلى حالة الإغماء بسبب انخفاضه أو ارتفاعه، كما أن نقص المياه والأملاح المعدنية في الجسم ينتج عدة مشكلات خصوصا عند شدة الحر أين يزيد خطر جفاف السوائل في الجسم أين يصبح المريض معرض وبكثرة إلى حدوث جلطات القلب والشرايين. لذ أوجب اتباع بعض الإرشادات في الوقت الذي يحبذ فيه عدم صيام مرض النوع الأول من السكري، فقد تم تشديد المنع في حالات أخرى عندما يكون المريض يضع 3 أو 4 جرعات من الأنسولين في اليوم وكذلك هو الحال للمريض الذي يعاني مشكلات في الشرايين القلب والدماغ وغيرهم من المرضى الذين منعوا من الصيام على يد الطبيب الخاص لذا أوجب على كل هؤلاء أن يلتزموا بنصائح الطبيب المعالج.