تختلف النشاطات التي تقوم بها مختلف النساء من امرأة إلى أخرى، فبالنسبة للمرأة الماكثة في البيت فإن واجباتها والتزاماتها تكون في زاوية محدودة طوال أيام الأسبوع، فاليوم يعيد نفسه ولكنه يختلف بالنسبة للنساء العاملات أين يمثل رمضان الفضيل والتوفيق ما بين مجال وآخر شغل المرأة العاملة الذي يتطلب منها إرادة فعالة لمواعيدها وتنظيما محكما لوقتها وذلك لتنوع الأنشطة الحياتية التي تتخلل اليوميات الرمضانية بالنسبة للمرأة أو الرجل على حد سواء، فالعبء المنزلي الذي يقع على عاتق المرأة يجعلها مجبرة على لعب عدة أدوار قد تعرضها لمجهود عصبي وذهني لا ينكره أحد في حالة المرأة العاملة خارج المنزل أين تترتب مسؤوليات أكبر. فأمام هذه المسؤوليات المتزايدة التي جعلت منهن أول من يستيقظ وآخر من ينام، إذ تنشغل معظمهن داخل المطبخ لتحضير كل ما لذ وطاب من الأطباق الرمضانية المتنوعة محاولات إضفاء نكهة خاصة من خلال تفننهن في إعداد تلك الأطباق المتعلقة بشهر رمضان إلا أنه وفي الكثير من الأوقات تجد المرأة العاملة نفسها معرضة لضغوط قد لا تمكنها من أداء واجبها على أكمل وجه نتيجة عملها خارج المنزل مما أدى بها إلى مضاعفة مجهوداتها من أجل التوفيق في أعباء الطبخ وإعداد السحور والاعتناء بالمنزل ونظافته، إلى جانب الأطفال بالنسبة للمتزوجات التي تقع كل الأعمال عليهن الأمر الذي أنهكهن وحرمهن من الاسترخاء والتمتع براحة البال والنوم الكافي. وفي هذا الصدد راحت الكثير من النساء إلى اتباع طريقة معينة من خلال إعداد الطعام بكميات زائدة وحفظها في الثلاجة حتى تتجنب الطبخ اليومي خاصة فيما يخص طبق الشوربة حتى تتمكن من تأدية عملها الوظيفي والتفرغ لتحضير أنواع أخرى من المأكولات المتنوعة التي تتزين بها المائدة الرمضانية، وحتى يتسنى لها أيضا وقتا للراحة والعبادة قبل حلول وقت السحور أين تتشابه يوميات تلك النساء في مارطون خاص بهن يبدأ من مرافقة وإرجاع الأبناء من عند المربية إلى التبضع وإعداد الطعام للفطور والسحور وهو ما يعني حرمانهم من النوم لساعات طويلة، هذا ماجاء في تصريح السيدة نعيمة بقولها: (إنني أتعرض لتعب شديد نتيجة الاستيقاظ اليومي على الساعة السادسة والنصف من أجل إعداد الطعام لبناتي لكي تأخذنه معهن إلى المربية، وبعدها أتوجه إلى العمل في حدود الساعة السابعة لأصل إلى مقر عملي في حدود الساعة الثامنة وعشرين دقيقة، وأبقى على هذا الحال إلى غاية نهاية ساعات دوامي لأعود إلى المنزل وأنا في حالة لا توصف من التعب لأجد نفسي مجبرة على تحضير مائدة الإفطار في الوقت المحددة لذلك). وأمام اختلاف واجبات المرأة وتنوع مائدة الفطور من مأكولات كثيرة ومشروبات فقد اضطرت الكثير من النساء إلى وضع برنامج غذائي منتظم لتقييم هذه الأصناف على أيام الأسبوع، إذ رأين أنه ليس مشروطا أن يحضرن جميع أنواع الطعام في كل يوم ولا يشترط إحضار جميع أنواع المشروبات في كل يوم أيضا، إذ صرحت لنا إحدى السيدات أن اتباعهن لمثل هذا البرنامج يكسبهن أمورا كثيرة منها عدم الإسراف في الطعام والشراب أين تكثر الشهوات خلال هذا الشهر ويصبح المرء غير قادر على التحكم فيها، إضافة إلى التقليل من المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك، إلى جانب التجديد في المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود أصناف مختلفة يوميا، والأهم من هذا كله حفظ وقت المرأة وتوفير راحتها وتخفيف الضغط اليومي عليها لتمكينها من استغلال وقتها بما ينفع وعدم نسيان الجوهر الحقيقي من صيام شهر رمضان.