الدعاء في رمضان وأثناء الصيام له مكانة عظيمة وأهمية كبرى، قال الله تعالى بعد آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين). الدعاء عند رؤية الهلال (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَفَتْحَهُ، وَنُورَهُ، وَنَصْرَهُ، وَبَرَكَتَهُ، وَطَهُورَهُ، وَرِزْقَهُ. وأَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِيهِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْبَرَكَةِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى. اللَّهُ أكبر، اللهم أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، والتوفيق لما تحب وترضى، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ). دعاء الإفطار يقول المسلم عند إفطاره: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، اللهم إني أسالك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. دعاء من أفطر عند قوم يقول من أفطر عند قوم: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامَكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة. دعاء ليلة القدر أفضل الدعاء دعاء ليلة القدر وهو: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) دعاء القنوت يكون في صلاة الوتر من رمضان بأي دعاء أو بهذه الصيغة، (اللهم اهدني في من هديت، وعافني في من عافيت، وتولني في من توليت، وبارك لي في ما أعطيت، وقني واصرف عني شر ما قضيت، إنك تعالى تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.. لك الحمد على ما قضيت.. أستغفرك اللهم وأتوب إليك). من آداب الدعاء ومستحباته للدعاء آداب ومستحبات ينبغي مراعاتها، من ذلك: 1- اختيار أحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها. 2- الطهارة، وذلك بأن يكون متوضئا متطيبا، وأن يستاك لأن الفم هو وسيلة الدعاء، فينبغي أن يكون طاهرا طيبا. 3- استقبال القبلة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش)). 4- أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة: كعشية عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، وخاصة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة. 5- أن يغتنم الحالات الفاضلة: كالسجود، ودبر الصلوات، والصيام، وعند اللقاء، وعند نزول الغيث. 6- أن يستغلَّ حالات الضرورة والانكسار، وساعات الضيق والشدة: كالسفر، والمرض، وكونه مظلوما. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده)) 7- رفع اليدين وبسط الكفَّين، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: ((دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه))، وعن سلمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)). 8- إظهار الفقر والمسكنة، والاعتراف بالذلة والعبودية، والإقرار بالذنب والتقصير، وتقديم التوبة والاستغفار، ففي دعاء سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). 9- التضرُّع والخشوع، والرغبة والرهبة، قال الله تعالى في معرض الثناء على أنبيائه: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[ سورة الأنبياء: 90]. 10- افتتاحه بالحمد والثناء على الله عزَّ وجلَّ بما هو أهله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. 11- التوسُّل إليه سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [ سورة الأعراف: 180]. 12- التوسُّل إليه سبحانه بالأعمال الصالحة التي يحبها، ومن ذلك توسل أصحاب الغار بأعمالهم الصالحة، فتوسل أحدهم ببره بوالديه، وتوسل الثاني بأمانته، وتوسل الثالث بعفته وإعراضه عن الزنا خوفا من الله بعد تمكنه منه. 14- الإلحاح عليه سبحانه فيه بتكرير ذكر ربوبيته، والله تعالى يحب الملحِّين في الدعاء، ومن ذلك تكرير الدعاء، فعن ابن مسعود يصف دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :((وكان إذا دَعا دعا ثلاثاً)). 15- الإكثار من دعاء الله تعالى في الرخاء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة...))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب فليكثر من الدعاء في الرخاء)). 16- أن يبدأ الداعي بنفسه، ثم يدعو لإخوانه المسلمين، وأن يخص الوالدين، وأهل الفضل من العلماء والصالحين، ومن في صلاحه صلاح المسلمين، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه)). 17- إخفاؤه والإسرار به، فذلك أعظم إيمانا، وأفضل أدبا وتعظيما، وأبلغ في التضرع والخشوع، وأشد إخلاصا، وأبلغ في جمعية القلب على الله في الدعاء، وأدل على قرب صاحبه من الله، وأدعى إلى دوام الطلب والسؤال، وأبعد عن القواطع والمشوشات والمضعِفات، وأسلم من أذى الحاسدين. 18- التواضع والتبذل في اللباس والهيئة، بالشعث والاغبرار، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)). ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء خرج متبذلاً متواضعاً متضرعاً. 19- التأمين بعده، فهو كالخاتم له. 20- ملازمة الطلب، وعدم اليأس من الإجابة. إعداد/ نصرالدين خالف خطيب بمسجد عرفات. بن عكنون. الجزائر