3- الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام: روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد''، وكان عبد الله إذا افطر يقول: ''اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي''. وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ''ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى''. وروي مرسلاً: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ''اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت''. وروى الترمذي بسند صحيح أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: ''ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم''. 4- الكف عما يتنافى مع الصيام: الصيام عبادة من أفضل القربات، شرعه الله تعالى ليهذب النفس، ويعودها الخير. فينبغي أن يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدش صومه، حتى ينتفع بالصيام، وتحصل له التقوى التي ذكرها الله في قوله:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وليس الصيام مجرد إمساك عن الأكل والشرب، وسائر ما نهى الله عنه. فعن أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم.. إني صائم'' رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وروى الجماعة إلا مسلمًا عن أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه''. وعنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر'' رواه النسائي وابن ماجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري. 5- السواك: ويستحب للصائم أن يتسوك أثناء الصيام، ولا فرق بين أول النهار وآخره. قال الترمذي: ''ولم ير الشافعي بالسواك أول النهار وآخره بأسًا''. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتسوك وهو صائم. وتقدم ذلك في هذا الكتاب، فليرجع إليه. 6- الجود ومدارسة القرآن: الجود ومدارسة القرآن مستحبان في كل وقت، إلا أنهما آكد في رمضان. روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة. 7-الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان: روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ''كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر''. وفي رواية لمسلم: ''كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره''. وروى الترمذي وصححه عن علي -رضي الله عنه- قال: ''كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوقظ أهله في العشر الأواخر ويرفع المئزر.