أقدم حوالي 50 ناشطًا في مجموعة صغيرة من اليمين المتطرف الألماني تُعرف بمنظمة (برو دويتشلاند) على نشر لافتة تحمل رسمًا كاريكاتوريًّا مسيئًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أمام مسجد في برلين يعرف بأنه معقل للسلفيين. ورفع الناشطون لافتات تقول: (أوقفوا الأسلمة) كما نظموا سلسلة تحركات مماثلة في نهاية الأسبوع أمام مساجد أخرى في برلين ومواقع تابعة لليسار المتشدد. وانتشرت الشرطة بكثافة أمام المسجد الشعبي في ويدينغ، فيما نظَّم 150 ناشطًا مناهضًا للنازية ويساريًّا تظاهرة مقابلة. وكانت السلطات الألمانية قد كثفت أخيرًا مراقبتها للجماعات التي توصف بالسلفية والمغالية في الفكر المحافظ، بعد وقوع سلسلة من الصدامات العنيفة بين أعضاء هذه الجماعات والشرطة الألمانية. وكان وزير الداخلية في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية أوفه شونمان قد دعا إلى تقييد حرية التعبير للسلفيين. وقال شونمان وفق مجلة (دير شبيغل) الألمانية: (يجب على محكمة الدستور الألمانية أن تبحث؛ هل من الممكن تقييد الحق الأساسي في حرية التعبير للدعاة إلى الكراهية الذين يستخدمون العنف ضد الدستور الألماني؟). وأضاف: (في حال فرض هذا الحظر، فإنه لن يصبح بإمكان السلفيين ممارسة العمل السياسي، كما سيُحظر عليهم إصدار دعوات للتجمع عبر الإنترنت). وكانت الشرطة الألمانية قد أصدرت بيانًا تداولته وسائل الإعلام الألمانية، تحدثت فيه عن أن نحو 50 سلفيًّا تجمعوا في ميدان بوتسدام بالعاصمة برلين لتوزيع نسخ من المصحف، في الوقت الذي وقف قبالتهم نحو 20 متظاهرًا للتعبير عن رفضهم لهذا التجمع. وكان ما بين 500 إلى 600 شخص قد شاركوا في مدينة بون في مسيرة منددة بالعداء للإسلام، أدت إلى أعمال عنف مع أفراد الشرطة. واندلعت تلك الصدامات بعدما رفع متظاهرون من أنصار حزب (برو إن آر دبليو) اليميني المتطرف صورًا معادية للإسلام. وقام المشاركون في المسيرة المضادة لهم بقذف الحجارة على اليمينيين المتطرفين، وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة 29 شرطيًّا، حالة بعضهم كانت خطيرة.