الهلال الأحمر يدعو اللاّجئين إلى الالتحاق ب "مراكز الاستقبال" يشكّل تشتّت اللاّجئين السوريين وتوزّعهم على مختلف مناطق وولايات القطر الوطني مصدر إرباك حقيقي للسلطات الجزائرية التي ستجد نفسها أمام تحدّ حقيقي بمناسبة الدخول المدرسي القادم، بداية من الأسبوع الثاني لشهر سبتمبر، حين سيكون عليها إدماج تلاميذ سوريين في الأقسام التربوية الجزائرية، وهو أمر يحتاج إلى كثير من الاجتهاد، خصوصا في ظلّ غياب إحصاء دقيق للاّجئين السوريين بالجزائريين الذين يقال إن عددهم يفوق ال 12 ألف لاجئ. أصبح تمدرس الأطفال السوريين الذين نزحوا رفقة عائلاتهم إلى بلادنا (صداعا) آخر في رأس الدولة الجزائرية التي ترى أن من واجبها التكفّل بهؤلاء الأطفال وذويهم، خصوصا في ظلّ العلاقات الطيّبة التي تجمع شعبي البلدين. وأفاد الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري السيّد لحسن بوشاقور بأن الجزائر ستقوم بتسوية مشكل تمدرس أطفال اللاّجئين السوريين بعد التحاقهم جميعا بمراكز الاستقبال المخصّصة لهم. وقال السيّد بوشاقور في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: (لا نستطيع الحديث عن تمدرس أطفال السوريين إلاّ اذا التحقوا بمراكز الاستقبال التي أعدّت لهم. وهؤلاء هم الآن مشتتون هنا وهناك)، وأضاف يقول: (إننا ندعو جميع العائلات السورية إلى الالتحاق بمراكز الاستقبال حتى يتمّ إحصاؤهم لتسهيل المهمّة ونتمكّن بالتالي من حلّ هذا المشكل. ولا يمكن أن نرفع مشكل الأطفال السوريين إلى السلطات المعنية ونحن نفتقر إلى معلومات كافية وإحصائيات تخصّهم). ويرى السيّد بوشاقور أن المخيّم الصيفي التابع لمؤسسة جمع ورفع النفايات المنزلية لولاية الجزائر بسيدي فرج الموضوع تحت تصرّف اللاّجئين السوريين الذين فرّوا من بلادهم المعرّضة حاليا لأعمال عنف منذ عدّة شهور، يوفّر كلّ الظروف التي تسمح (بالتكفّل بهم بصفة جيّدة). ويبلغ عدد الرعايا السوريين الذين لجأوا إلى الجزائر نحو 12.000 سوري موزّعين على مختلف ولايات البلاد. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلّية السيّد دحو ولد قابلية قد لاحظ أنه (من بين 12.000 سوري لاجئ في الجزائر يوجد حوالي 420 منهم رفضوا التنقّل إلى مراكز الاستقبال التي خصّصت لهم مفضّلين البقاء في الساحات العمومية. وكان الوزير قد أكّد في هذا الشأن أنه (لن يسمح لهؤلاء الأشخاص بالبقاء في هذه الساحات العمومية). من جهة أخرى، قلّصت شركة الخطوط الجوية الجزائرية من عدد رحلاتها من وإلى دمشق بمعدل رحلتين عوض ثلاث رحلات في الأسبوع، حسب ما صرّح بذلك رئيسها ومديرها العام السيّد محمد صالح بولطيف الذي أكّد أن الشركة ستطلب فصاعدا (شهادة الإقامة) و(مبلغا من المال بالنّسبة للمسافرين الأجانب). ويوجد بمركز سيدي فرج حتى الآن 52 شخصا، منهم سبع نساء وأكثر من 20 طفلا، فيما يوجد لاجئون آخرون في الفنادق أو مقيمين عند أسر جزائرية. وأعرب سوريون بعين المكان عن أملهم في (سقوط النّظام السوري الحالي لكي يعودوا إلى بلدهم الذي اشتاقوا إليه كثيرا). وقال أحمد وهو تاجر في الاستيراد والتصدير الذي فرّ من سوريا في أوج المعارك منذ 20 يوما: (ننتظر سقوط النّظام الحالي للرّجوع إلى منازلنا، فالكثير منّا تركوا أفرادا من عائلاتهم هم في خطر في كلّ لحظة)، مضيفا: (لقد كان هذا العيد أحزن عيد في حياتنا)، وأشار إلى أن ظروف الإيواء في الجزائر (جيّدة ولا نشعر بأننا في بلد غريب)، وتساءل: (كيف لنا أن نطمئن في الوقت الذي يوجد فيه أفراد من عائلاتنا وسط الاشتباكات وتحت القنابل)، مضيفا: (الأصعب في الأمر هو أن السوريين يتقاتلون فيما بينهم). وخلال عيد الفطر توجّهت جمعيات وعائلات جزائرية ومتطوّعون إلى مركز سيدي فرج لتقديم دعم معنوي وهدايا للعائلات السورية، لا سيّما الأطفال الذين حصلوا على ملابس جديدة ولعب. ومن جهة أخرى، أوضح مسؤول مركز (ناتكوم) لسيدي فرج السيّد حميد غول أن (المركز لم يفرغ خلال أيّام العيد بحيث أحضرت عائلات ومتطوّعون وجمعيات هدايا ولعب وحلويات للسوريين في جو عائلي وأخوي). ووجّه المسؤول بهذه المناسبة نداء للسوريين الذين لم يلتحقوا بعد بالمركز للالتحاق به لأنه يتوفّر على جميع المرافق الضرورية بما في ذلك الأمن.