ما يزال الأرشيف الوطني يختزن أهم أعمال المطرب محمد المازوني الذي وقف على الخشبة يصدح بصوته لمدة 50 سنة كاملة من أشهر أغانيه (آه يا رومية)، (أدواز أنا وبابا)، (أخطيني يا بنية)، (على ظهر ليميقري)، (آلو ألجيري)، (مشيتي لفرنسا) و(مشيت مع طريق باريس)، (ازدم ياصدام وحنا معاك للأمام) وغيرها من الأغاني الحماسية ويأمل جمهوره ومحبوه أن يلقى الشيخ المازوني دعما وتكريما من الوزارة الوصية له ولبقية الفنانين الذين لم يتاجروا بالفن بقدر ما ساهموا في إثراء الموروث الحضاري للأمة وعكسوا حقيقة الفن الأصيل. عرف عن المازوني اختياره السليم للكلمات النظيفة المعبرة والهادفة التي تجمع بدل أن تفرق إيمانا منه أن الفن رسالة مثلما أشار إلى ذلك أحد مقربيه الذين رفض الإفصاح عن هويته. وقد ظهر الفنان آخر مرة في سنة 2010 من خلال أغنية مسجلة بعد تأهل الفريق الوطني إلى كأس العالم تحت عنوان (محلي الخوة كيتحدوا..جزائري يحب بلدو) وفي ثنائي قبائلي (مبروك على الجزائر)، كما يعد الفنان المذكور صاحب 66 ربيعا أحد أعمدة الغناء بالجزائر على غرار المطرب رابح درياسة لازال يعاني الصمت والحرمان من التكريمات التي من شأنها الحفاظ على كرامته وتساهم في ترسيخ ثقافة الاعتراف بالآخر مع تقدم العمر، ويتميز الفنان المازوني بحسن الخلق والتواضع للناس وشديد التعلق بوطنه وقضايا أمته. وحرص المازوني منذ انطلاقته وخوضه للمجال الفني كما عبر -صديقه -منذ بداية _مشواره الفني تناوله لمواضيع ذات قيمة فنية عالية ساهمت إلى حد ما من إيقاظ الضمائر وشحذ الهمم في المراحل الأولى للاستقلال من خلال أغنية (آديو لا فرانس بون جور لالجيري) التي ذاع صيتها وأضحت عنوانا ورمزا بالنسبة لمناضلي القضية الوطنية والطامحين للحرية والاستقلال، ولم يتوقف هذا الأخير في دعمه ومناصرته لمجمل القضايا العادلة منها القضية الفلسطينية التي أضحت بمثابة المحور الرئيسي في أجندته الفنية فأينما رحل أو ارتحل خصها بأكثر من أغنية منها (أمي قالت لي خوك استشهد على الجزائر وأنت استشهد على فلسطين) ومختلف القضايا العربية (ازدم ياصدام وحنا معك للأمام) غنى محمد المازوني طيلة 5 عقود من الزمن بإيقاع فني لايمل هدفه الوحيد حسب محدثنا رفع راية الوطن ومحاولة إيصال رسالة المقهورين من خارج أرض الوطن كما شد من خلال كلمات المعبرة بيد الشباب الذين ضاقت بهم سبل العيش. واستنادا إلى ذات المصدر فقد تراجع الفنان محمد المازوني عن فكرة اعتزال الساحة الفنية وفق مصادر مقربة أشارت أنه كان بصدد التوقف نهائيا عن الغناء بعد مسيرة طويلة دامت 50 سنة من العطاء الفني لولا تدخل أصدقاءه ومحبي طابعه وأسلوبه الغنائي الذي يتناول مختلف القضايا الوطنية والدولية ويعالج بعض المظاهر والظواهر الاجتماعية، وحسب مصادرنا فإن الشيخ المازوني كما يحلو للبعض تسميته سيطلق البوم جديد عبارة عن انطباعات عابرة لما يحدث في الوطن العربي كما يقاسم المواطن همومه وأحزانه ومشاكله.