تميز نجوم سوريون كثر في دراما رمضان 2012 عبر مسلسلات حققت مكانة لها على خارطة الدراما على رغم ما يعصف بوطنهم من حروب وأزمات، فيما خيَّب آخرون آمال المشاهدين وكان ظهورهم أقل مستوى من أدائهم في أعمالهم السابقة. صحيح أن بسام كوسا يؤدي في مسلسل (طاحون الشر) دور الرجل المتسلط الذي ينفذ مصالح قوات الاحتلال، إلا أنه لوّن الشخصية بطريقة تليق بها وكأنه يوظف موهبته كفنان تشكيلي في تشكيل أي شخصية من شخصياته. يوضح بسام كوسا أنه غالباً ما يبحث عن أدوار غير مألوفة تدهش المشاهد لأنها تستفزه، من هنا تحمسه لشخصيته في مسلسل (طاحون الشر)، مشيراً إلى أن على الممثل أن يدرك كيف يحول الدور من عادي إلى محوري في سياق المسلسل الدرامي، ويقول: (أعتقد أنني استطعت الوصول إلى هذه النقطة، وأكبر دليل على ذلك نسبة المشاهدة المرتفعة التي حصدها المسلسل). "بنات العيلة" برزت الممثلة السورية نظلي الرواس في مسلسل (بنات العيلة)، وجسدت فيه شخصية ميرفت التي تتعرض للعنف بسبب ضرب زوجها المستمر لها، هي الفتاة الثرية التي لا تتوانى عن إلحاق الأذى بالآخرين إذا تعارضت مصالحهم مع مصالحها، لكنها في النهاية شخصية معقدة أفرزتها الظروف الاجتماعية التي عاشت فيها. حجزت نظلي مساحة مهمة لها في الدراما السورية من خلال أدائها الذي يتراوح بين الهدوء والثورة، بين المظلومة والظالمة، وبرزت أمام النجمات في المسلسل وجميعهن من الصف الأول. تصف نظلي الرواس دورها بأنه ثري وزاخر بالتناقضات، مشيدة بالمخرجة رشا شربتجي التي حمستها على تقديم أفضل ما لديها، وتذكر: (صحيح أن ميرفت ليست من الشخصيات التي يتعاطف معها المشاهد، إلا أنني فرحت بالثناء على طريقة أدائي للشخصية وانحياز المشاهدين إليها أحياناً. من هنا شكل الدور علامة فارقة في حياتي الفنية). "زمن البرغوت" (زمن البرغوت) من المسلسلات التي تجسد البيئة الشامية بتفاصيلها الواقعية، وقد جمع نجوماً قلما يشاركون في مسلسل واحد: سلوم حداد، أيمن زيدان، ورشيد عساف... ظهر سلوم حداد بكامل لياقته الفنية، مجسداً شخصية رجل ثري يساعد أبناء الحارة الشعبية التي ينتمي إليها، ويتعرض لدسائس ومؤامرات من عملاء الاحتلال، لكنه يتغلب عليها في النهاية. على رغم وجود أبطال من الصف الأول إلى جانبه إلا أن حداد أثبت أنه الرقم الأصعب في المسلسل، ويبدي سعادته بهذا الدور (لأنه يبين صلابة الشعب السوري في مواجهة الاحتلال الفرنسي، وانتصار الروح الوطنية في النهاية مهما كانت مغريات المحتل). الولادة من الخاصرة عابد فهد أو رؤوف في مسلسل (الولادة من الخاصرة) في جزئه الثاني، ظل حضوره ضاغطًا على أعصاب المشاهدين، وقد توجت الشخصية أداءه في الدراما التلفزيونية. مرّ روؤف بمرحلتين مهمتين، فكان في الأولى الرجل الذي لا يقبل الهزيمة ويعتبر نفسه فوق مستوى القانون بل هو القانون بعينه، إلى أن يقف خلف القضبان مع نهاية الجزء الأول. أما في الجزء الثاني فكان الشخص الذي يرفض الاستسلام ويؤكد أنه في حال دخوله السجن لن يكون منفرداً بل سيطبق مقولة (علي وعلى أعدائي). وربما سبب نجاح عابد فهد في تجسيد شخصية رؤوف أنه نجح في إظهار الأسباب الكامنة وراء قسوته تلك، واستطاع (أنسنتها) في مواقف كثيرة وكسب تعاطف المشاهدين. سوء اختيار في مقابل تميز نجوم كثر في الدراما السورية، تراجع آخرون ولم تترك أدوارهم بصمة لدى المشاهدين، من بينهم سامر المصري، فمن (العكيد) أبو شهاب الذي خطف قلوب المشاهدين في مسلسل (باب الحارة) إلى شخصية (أبو جانتي)، السائق المفترض أنه خفيف الظل في الجزء الثاني من المسلسل، إلا أنه خيَّب ظن المشاهدين. كان الأجدر بسامر المصري أن يكتفي بالظهور في الجزء الأول الذي أراد من خلاله اثبات قدرته على تجسيد الشخصيات كافة، لكنه أساء الاختيار عندما استمر في سلسلة (أبو جانتي). ليس شرطاً أن يظهر الممثل في كل موسم رمضاني، فإن كان نص العمل غير مناسب سينقلب السحر على الساحر، والدليل على ذلك أن سامر المصري سجل خطوة إلى الوراء، إذ لم نعرف الغاية من شخصية (أبو جانتي)، وهل جاءت للترفيه فعلاً؟ بالتاكيد المسلسل لم يحقق تلك الغاية، وإذا أراد أن يلقي الضوء على نماذج بشرية مختلفة، فتلك النماذج لم تستفز المشاهد لا سلباً ولا إيجاباً. وقع سامر المصري في فخ التكرار، فكان نصيبه إدخال الملل إلى قلوب المشاهدين الذين انصرفوا عن مشاهدة المسلسل إلى أعمال أكثر قيمة.