أثارت كلمة الرئيس المصري، محمد مرسي، أمام قمة عدم الانحياز المنعقدة في العاصمة الإيرانية (طهران) موجة من الغضب من لدن جمهور أهل السنة على دولة إيران (راعية) التشيع في العالم. ويبدو أن كلمة مرسي أججت نار (الحرب) الطائفية بين الشيعة والسنة، وذلك حينما حرص في مقدمة كلمته على ذكر حمد الله والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وأصحابه، وذكرهم بالاسم، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، إلا أن التليفزيون الإيراني حجب هذا الدعاء كاملا ، ورفض ذكر الثناء على أبي بكر وعمر وعثمان، وذكر أن كلمة الرئيس المصري تصلي على النبي وآل بيته وحسب، ناهيك حديثه عن الوضع العام في سوريا ووصف نظام بشار الأسد بأنه (نظام قمعي فاقد للشرعية) ومطالبته بالتضامن مع ثورة الشعب الثوري عكس ما ترنو إليه القيادة الإيرانية ومعها جل شيعة العالم. وتعمد التلفزيون الرسمي الإيراني إخفاء صوت الرئيس المصري وهو يتحدث عن سوريا والمذابح الدموية، وعندما أتى الرئيس المصري على ذكر (الربيع العربي) مؤكدا أنه تمدد من تونس إلى ليبيا ومصر واليمن وسوريا، ألغت الترجمة ذكر سوريا ضمن الربيع العربي ووضعت مكانها (البحرين) ، وهو ما لم يرد في كلمة الرئيس محمد مرسي من قريب أو بعيد . وقال أميد مقدم، الناشط الإعلامي الإيراني في تصريح لقناة (العربية) إنه سمع ثلاث مرات اسم (البحرين) في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب مرسي، والذي تم بثه من القناة الأولى للإذاعة والتلفزيون. وأضاف (كان المترجم الفارسي مرتبكاً، ما يدل على أنه كان متعمداً إقحام بعض التعبيرات في خطاب مرسي، كما تعمّد استخدام مسمى (الصحوة الإسلامية) بدلاً من (الربيع العربي) التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح على خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذا التعبيرات الدخيلة. ويشير إلى أن هذا التحريف (لا يعكس اهتمام القيادة الإيرانية بالمضمون الحقيقي لخطاب مرسي، وإنما الهدف من ذلك هو الاستهلاك المحلي لخداع الرأي العام الإيراني وإيهامه بأن الثورات العربية - ومصر في مقدمتها - تتماشى مع خطاب طهران الرسمي). ويبدو من خلال ما عنّ على صفحات المواقع الاجتماعية من فيسبوك وتويتر وتعليقات الزوار على المواقع الالكترونية إلى حد الآن، أن حذف التلفزيون الإيراني استهلال محمد مرسي كلامه بالصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه والخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ، والإبقاء على (محمد وآله) أثار سخط جمهور أهل السنة على (الشيعة الصفويين) على حد تعبير أحد المعلقين، بينما كسب محمد مرسي نقطا في حسابه السياسي من قبل المتعاطفين والمعارضين معه على حد سواء.