واشنطن تصف تصريحات مرسي بشأن سورية ب«القوية والمفيدة» تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تلاعب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني «الرسمي» في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في مؤتمر عدم الانحياز في طهران، وذلك خلال بث ترجمة خطابه بواسطة القناة الأولى باللغة الفارسية ليتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني. وأدخلت الترجمة الفارسية إلى النص اسم البحرين ضمن حديث مرسي عن ثورات الربيع العربي، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ. وعبّر الناشط الإعلامي الإيراني أميد مقدم عن استغرابه من هذا الأسلوب الذي وصفه بالتزوير المتعمد والفجّ والساذج، على حد وصفه. ونقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير متطابقة تؤكد تحريف خطاب الرئيس المصري من خلال إقحام عبارات لم يتطرق إليها مرسي، وحذف بعض من كلامه عن سوريا من قبل المترجم الذي كان يترجم خطابه للقناة الأولى الإيرانية. وكتب موقع «دجربان» المختص بشؤون وسائل الإعلام المحافظة الإيرانية بهذا الخصوص قائلاً «قام مترجم الإذاعة والتلفزيون وفي إجراء غير مسبوق بتحريف قسم من خطاب الرئيس المصري، حيث امتنع عن ترجمة هجوم مرسي الحاد على نظام بشار الأسد». ونشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تتبنى التوجه الرسمي الإيراني الخطاب المحرّف للرئيس المصري، حيث تعمد موقعا «جهان نيوز» و«عصر إيران» إبراز مقتطفات من كلمة مرسي دون ذكر الأهم فيها وهو ما يتعلق بموقفه من الوضع في سوريا. وذهب موقع «جهان نيوز» الأصولي المحافظ أبعد من ذلك فنعت مرسي بالرئيس الناشئ، ووصف حديثه عن سوريا بالغريب وغير الناضج، واصفا موقفه «بالمتشدد وغير المنطقي تجاه سوريا». وقال أميد مقدم الناشط الإعلامي الإيراني إنه سمع ثلاث مرات اسم «البحرين» في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب مرسي، والذي تم بثه من القناة الأولى للإذاعة والتلفزيون. وأضاف «كان المترجم الفارسي مرتبكاً، ما يدل على أنه كان متعمداً إقحام بعض التعبيرات في خطاب مرسي، كما تعمّد استخدام مسمى «الصحوة الإسلامية» بدلاً من «الربيع العربي» التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح على خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذا التعبيرات الدخيلة. ويشير إلى أن هذا التزوير لا يعكس اهتمام القيادة الإيرانية بالمضمون الحقيقي لخطاب مرسي، وإنما الهدف من ذلك هو الاستهلاك المحلي لخداع الرأي العام الإيراني وإيهامه بأن الثورات العربية ومصر في مقدمتها تتماشى مع خطاب طهران الرسمي. وبخصوص إقحام اسم البحرين والذي لم يذكره مرسي بتاتا في خطابه، قال موقع «بازتاب إمروز» إن المترجم غيّر كلمة مرسي عندما استبدل اسم البحرين بسوريا، في حين لم يشر مرسي إلى البحرين إطلاقا. وكان مرسي ذكر في خطابه الثورات العربية في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا، واستبدل المترجم الإيراني سوريا بالبحرين. ويرى موقع «بازتاب إمروز» أن السلطات كانت تتوقع مثل هذا الخطاب للرئيس المصري فحاولت ترجمته للرأي العام الإيراني بالطريقة التي تراها مناسبة. من ناحية أخرى، وصفت الولاياتالمتحدة تصريحات محمد مرسي عن التضامن مع المعارضة السورية بأنها «مفيدة» و«واضحة جدا وقوية جدا». وقال باتريك فنتريل، نائب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة أشادت بتصريحات مرسي والأمين العام للأمم المتحدة في قمة دول عدم الانحياز «التي تدعم الشعب السوري»، مضيفا «إنها حقا تصريحات قوية وواضحة من جانب الرئيس مرسي في طهران ووجهت بوضوح إلى البعض ممن يحتاجون إلى سماعها هناك».