يتأهّب حجّاج الجزائر ل (رحلة العمر)، حيث برمجت أولى رحلات نقل الحجّاج نحو البقاع المقدّسة في 26 سبتمبر عبر خمسة مطارات هي العاصمة، عنابة، وهران، ورفلة وقسنطينة، والتي تسمح بمغادرة 3 طائرات في اليوم يؤطّرهم في ذلك أعضاء يمثّلون مختلف القطاعات المعنية، من بينهم أطبّاء وأعوان الحماية المدنية ومرشدات دينيات وأئمة. دعا وزير الشؤون الدينية بوعبد اللّه غلام اللّه في كلمة له ألقاها خلال يوم دراسي بدار الإمام بالعاصمة تحضيرا لموسم الحجّ لهذه السنة الجارية المسنّين إلى توكيل حجّاج آخرين في رمي الجمرات بدلهم فيما يلتزم هم (المسنّون) بالبقاء في مخيّم البعثة. ومن جانب آخر أوضح المدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة السيّد الشيخ بربارة أن الحكومة الجزائرية خصّصت 133 طائرة لنقل الحجّاج نحو البقاع المقدّسة، مشيرا إلى أنه ستتقاسم الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الجوية السعودية العملية مناصفة، أي بنسبة 50 بالمائة لكلّ واحد منهما رحلات نقل الحجّاج الجزائريين. هذا، وقد نوّه بربارة على هامش اليوم الدراسي المخصّص للترتيبات الخاصّة لتحضير موسم الحجّ 2012 الذي أقيم أوّل أمس بالجزائر العاصمة بالجهود المضنية التي باشرتها السلطات في سبيل تأطير عملية الحجّ من خلال تخصيص من بين أعضاء البعثة 180 فرد من رجال الحماية المدنية يسهرون على سلامة الحجّاج الجزائريين، بالإضافة إلى أطبّاء ومرشدات دينيات وأئمة، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الوكالات السياحية ستتكفّل بتأطير 16 ألف حاجّ من مجموع 36 ألف حاجّ فيما يتكفّل الديوان بباقي الحجّاج. وبخصوص إقامة الحجّاج أفاد ذات المتحدّث بأن بعض الإقامات ستكون هذه السنة أيضا (بعيدة عن الحرم الشريف نظرا لأشغال التوسعة التي يشهدها الحرم). كما دعا بربارة جميع الحجّاج إلى التحلّي بالسلوك الذي (يليق بالحاج الجزائري والابتعاد عن السلوكيات غير المسؤولة التي تصدر من بعض الحجّاج، والتي لا تليق بتعاليم ديننا الحنيف)، حاثّا في ذلك إيّاهم على الاستعداد لتحمّل متاعب ومشاق الحجّ. وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ استبعاد ملفات 50 مترشّحا لأداء مناسك الحجّ، ويتعلّق الأمر بأشخاص يعانون من أمراض قلبية وعقلية وبعض أمراض الرئة ومعاقين ذهنيا ومصابين بأورام (سرطان متطوّر) والتهابات كلوية وحالات حمل بعد الشهر الخامس. غلام اللّه يشدّد على أهمّية ضمان راحة الحجيج أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد اللّه غلام اللّه) أوّل أمس الخميس أهمّية تعاون أعضاء البعثة الوطنية للحجّ وقيامها بالتوعية بين صفوف حجّاج بيت اللّه الحرام وتزويدهم بالمعلومات الضرورية لتأدية الفريضة على أحسن وجه، مشيرا إلى أنه تمّ تجنيد أعضاء أكفاء ضمن البعثة الوطنية للحجّ للسّهر على راحة الحجّاج الميامين وتذليل جميع الصعوبات في سبيل راحتهم. وأوضح الوزير أن هذه البعثة تأتي في إطار تخفيف المشاق على الحجّاج، الأمر الذي يتطلّب على -حد تعبيره- القيام بالمهام في (هيئة متكاملة) تشريفا للجزائر وهذا لتقديم خدمات متميّزة للحجّاج والحفاظ على سلامتهم وضمان أدائهم لشعائرهم في يسر وسهولة، داعيًا في السياق ذاته أعضاء البعثة الوطنية للحجّ إلى تنسيق الجهود والعمل في إطار جماعي خدمة لضيوف الرحمن، وهذا بتأطير 36 ألف حاجّ سيتنقلون من مختلف ولايات الوطن إلى البقاع المقدّسة من بين أكثر من مليوني حاجّ عبر العالم. وأضاف الوزير أن هذه البعثة تحرص على مرافقة الحجّاج والاتّصال بهم والاستجابة لانشغالاتهم المتعلّقة بأداء فريضة الحجّ، وفي هذا الإطار يضيف الوزير أن الجهات المعنية قد أكملت الترتيبات والاستعدادات اللاّزمة لحجّ هذه السنة وذلك من خلال قيامها بالاتّصال بهيئة استئجار الأفرشة، والتي قامت من خلالها بحجز 36 ألف فراش، مبرزا في ذلك أن (مشكل الأفرشة تمّ حلّه). وبخصوص عملية الإيواء قال الوزير إن المكاتب الثمانية التابعة للديوان قامت بكراء عمارات خاصّة بالحجيج سيتكفّل كلّ مكتب ب 2500 حاجّ، إلى جانب تحسين النّقل بكراء 400 حافلة جديدة وحديثة، يتنقّلون في حافلات قد تصل إلى 80 حافلة لكلّ فوج. وذكّر الوزير بالإرشادات الدينية التي تقدّم للحجّاج من خلال التوصيات التي قدّمها لأعضاء البعثة، لا سيّما الأئمة والمرشدات منهم قبل توجّههم إلى البقاع المقدّسة لتمكين الحجّاج من أداء هذه الفريضة في أحسن الظروف بما يخدم استيفاء جميع أركان الحجّ، مؤكّدا على ضرورة احترام (التفويج)، أي أن كلّ حاجّ يلتزم بالبقاء في الفوج الذي وجّه إليه وعدم مغادرته إيّاه تفاديا للتيه، لا سيّما عند رمي الجمرات الثلاث. وتنقسم البعثة الوطنية للحجّ حسب الوزير إلى لجنتين، الأولى تتمثّل في لجنة التوجيه والإرشاد الديني وتضمّ أئمة ومرشدات دينيات، أمّا اللّجنة الثانية فتتمثّل في لجنة الإسكان وتضمّ شركاء من الحماية المدنية وإدارة الديوان الوطني للحجّ والعمرة.