أكد الفنان نصير شمة ضرورة تكاتف المجتمع الدولي والدول العربية للاستجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين الذين هجروا من ديارهم قسراً على امتداد أشهر النزاع المسلح في سوريا. وقال الفنان شمة في مؤتمر صحفي عقده في فندق رويال في العاصمة الأردنية عمان إن اللاجئين السوريين يعانون من أوضاع صعبة، تزداد قساوة مع مرور الوقت. وكان الفنان شمة قد زار مخيم الزعتري القريب من المفرق شمال شرق الأردن، ووقف على واقع أحوال اللاجئين واستمع إلى شرح من إدارة المخيم حول الاحتياجات العاجلة والإنسانية في المخيم. وأكد الفنان شمة أن أوضاع اللاجئين ستصبح أكثر صعوبة مع اقتراب فصل الشتاء وعدم قدرة الخيام المتواضعة المقدمة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على تأمين الدفء والجفاف في ظل الأجواء الصحراوية القاسية في منطقة المخيم. وأشار الفنان العراقي إلى أن استبدال الخيم الموجودة حالياً بمنازل متنقلة أصبحت الحاجة الأكثر إلحاحاً خاصة مع اقتراب موسم الشتاء. إن الخيام المقدمة حالياً للاجئين توفر قدراً متواضعاً من الخصوصية والراحة، ولا تسمح باستخدام أي مصدر طاقة للطهي أو التدفئة خوفاً من انتشار الحريق حال حدوثه، ما يترك اللاجئين يعانون حرارة عالية نهاراً وبرداً قارساً ليلاً. عدا عدم إمكان الاحتفاظ بأي مواد غذائية والاعتماد بشكل كلي على الوجبات اليومية المقدمة من قبل الجهات المانحة والتي يشكل تأمينها وإيصالها في الوقت المطلوب تحديّاً يومياً لإدارة المخيم. وقدم شمة فيلماً قصيراً من واقع مشاهداته في المخيم يصور واقع معاناة اللاجئين مدعماً بإحصاءات المفوضية العليا للاجئين الخاصة بالإعداد والتوزيع الديموغرافي والجغرافي. وثمّن شمة الجهود الإغاثية المقدمة من الهيئات والدول، وأشاد بالدور التنسيقي المهم الذي تقوم به الهيئة الخيرية الهاشمية لضمان وصول المساعدات بشكل عادل لجميع اللاجئين في مخيم الزعتري، إلا أنه أكد أن احتياجات اللاجئين الموجودين حالياً على أرض المملكة تتجاوز قدرات الأردن في ظل موارده المحدودة، ما يشكل عبئاً على مؤسسات الدولة في غياب استجابة فعالة للاحتياجات الإنسانية الطارئة من قبل العديد من المؤسسات والدول. وحث الفنان شمة الدول العربية والمجتمع الدولي على تقديم الدعم بشكل عاجل للاجئين في الأردن وتركيا ولبنان والعراق، ودعا رجال الأعمال والمؤسسات الكبرى للمساهمة في هذا الدعم والوفاء بواجبهم الإنساني تجاه الشعب السوري في أزمته.