كشف إلياس سنوسي رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية أمس الأربعاء أن الديوان الوطني للحجّ والعمرة اختار 39 وكالة سياحية للمساهمة في تأطير الحجّاج لموسم الحجّ 2012، موضّحا أن عمليات التحضير في هذا الإطار جارية على قدم وساق، لا سيّما بعد تسلّم الوكالات المعنية برامج الرّحلات الخاصّة بها. ومن جانب آخر انتقد سنوسي ترويج بعض الوكالات لفكرة الخدمات المجّانية الوهمية، معتبرا ذلك مجرّد دعاية لخدمة مصالح الوكالة أكثر منها خدمة إضافية للحجّاج. أكّد إلياس سنوسي رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية في اتّصال لنا معه أمس الأربعاء أن كافّة الوكالات السياحية المشاركة في موسم الحجّ 2012 حصلت مؤخّرا على برامج الرّحلات الخاصّة بها، مشيرا إلى أن عملية بيع التذاكر انطلقت أوّل أمس الأربعاء في انتظار اكتمال عدد الحجّاج الذين يخضعون حاليا لعمليات التلقيح ويتمّون إجراءات الحصول على التأشيرة، وأوضح في ذات السياق أن الديوان الوطني للحجّ والعمرة قدّم مؤخرا إلى كافّة الوكالات السياحية التي تقرّر مشاركتها برامج الرّحلات الخاصّة بها، مشيرا إلى أن الديوان اختار أزيد من 30 وكالة سياحية من أصل أكثر من 100 وكالة أودعت ملفاتها للحصول على موافقة الجهة الوصية للمشاركة في تأطير الحجّاج لموسم الحجّ 2012. وأضاف رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية أن الديوان الوطني للحجّ والعمرة اختار 39 وكالة سياحية من بين 140 وكالة لتأطير الحجّاج لهذا الموسم بعد دراسة ملفات طلبات كافّة الوكالات ومقارنتها بدفتر الشروط الذي حدّده الديوان مسبقا باعتباره الجهة الوصية والمنظّمة لرحلات الحجّ والعمرة. من جانب آخر، أكّد إلياس سنوسي أن الوكالات السياحية منتشرة في العديد من ولايات الوطن ومنها التي تملك فروعا في عدّة مدن كالّنادي السياحي الذي يملك تمثيلا في عدد من المدن الكبرى، وبالتالي فبإمكان الحجّاج الاستفادة من خدماتها، مضيفا أن الحجّاج الذين لا يمكنهم الاعتماد على خدمات الوكالات السياحية لبعدهم عن مقرّاتها (بإمكانهم الذهاب ضمن البعثة التي تتكفّل بتأطيرها الجهات المعنية، وبالتالي فليس هناك أيّ مشكل في هذا الإطار). وفي تعليقه عن إعلان بعض الوكالات السياحية مؤخّرا عن تقديم خدمات مجّانية للحجّاج قال سنوسي إنه (لا وجود لخدمات مجّانية لصالح الحجّاج)، مؤكّدا أن الحاجّ الجزائري يدفع تكلفة كافّة الخدمات المقدّمة إليه أثناء رحلة الحجّ المقدّرة ب 30 يوما، وأضاف أن (ما يسمّيه البعض خدمات مجّانية هو مجرّد دعاية تستفيد منها الوكالة السياحية أكثر من الحاجّ نفسه)، وأشار إلى بعض الخدمات الدعائية والمتمثّلة في تقديم رداء للحجّاج يحمل اسم ورمز الوكالة. أمّا عن تصريح بعض الوكالات بتقديم وجبات مجّانية للحجّاج فقد اعتبرها سنوسي تصريحات دعائية غرضها الإشهار ولا أساس لها من الصحّة لأنه -حسب رئيس النقابة- (لا الوقت ولا الإمكانيات تسمح بتقديم هذه الخدمة)، موضّحا أن الجهات الوصية تخصّص مبلغا ماليا تمنحه لكلّ حاجّ، بحيث يكفيه لقضاء احتياجاته خلال مدّة إقامته التي لا تتعدّى 30 يوما. الوكالات السياحية تتكفّل ب 16 ألف حاجّ هذا، وقد أكّد الشيخ بربارة المدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة في تصريح سابق له أنه سيتمّ تخصيص 133 طائرة لنقل الحجّاج إلى البقاع المقدّسة، موضّحا أن عملية النّقل هذه ستتمّ مناصفة بين الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الجوية السعودية بنسبة 50 بالمائة لكلّ شركة، وأشار إلى أن الرّحلات الأولى ستنطلق من مطارات الجزائرووهرانوعنابة. من جانب آخر، أكّد بربارة في ذات التصريح أن الوكالات السياحية ستتكفّل بتأطير 16 ألف حاجّ من أصل 36 ألف، في حين سيتكفّل الديوان الوطني للحجّ والعمرة بتأطير باقي الحجّاج. أمّا عن الإجراءات الرّامية إلى ضمان راحة وسلامة الحجّاج فقد أشار بربارة إلى تخصيص أطبّاء ومرشدات دينيات وأئمة و180 فرد من رجال الحماية المدنية ضمن البعثة المكلّفة بتوجيه الحجّاج وتأطيرهم. إلى جانب ذلك فقد أكّد بربارة اكتمال كافّة التحضيرات لإقامة الحجّاج وتنقّلهم، مذكّرا الحجّاج بضرورة الاستماع إلى تعليمات البعثة المرافقة والابتعاد عن السلوكات غير المسؤولة التي تصدر عن بعض الأشخاص، والتي لا تليق بسلوك الحاجّ. وللإشارة، فإن أوّل رحلة إلى البقاع المقدّسة ستكون بتاريخ 26 سبتمبر الجاري انطلاقا من مطار وهران، في حين ستكون آخر رحلة بتاريخ 20 أكتوبر المقبل، وستوزّع بقّية الرّحلات على الفترة الممتدّة بين أوّل وآخر رحلة وتكون انطلاقا من خمس مطارات (الجزائر، قسنطينة، وهران، عنابة، ورفلة). للتذكير، فقد تمّ رفع عدد الوكالات السياحية المكلّفة بتأطير الحجّاج خلال موسم الحجّ 2012 إلى 39 وكالة خاصّة، إلى جانب الديوان الوطني للسياحة بعد أن تمّ الاعتماد على 28 وكالة فقط خلال السنة الماضية، كما تمّ تقليص مدة الإقامة في البقاع المقدّسة إلى 30 يوما بعد أن كانت في الموسم الفارط 34 يوما، في حين تمّ الحفاظ على نفس عدد الحجّاج والمقدّر ب 36 ألف حاجّ. هذا، وقد سجّل خلال هذه السنة أيضا ارتفاع في عدد المقصّيين من أداء مناسك الحجّ، حيث تمّ استبعاد ملفات 50 مترشّحا لأداء مناسك الحجّ، ويتعلّق الأمر بأشخاص يعانون من أمراض قلبية وعقلية وبعض أمراض الرئة ومعاقين ذهنيا ومصابين بأورام سرطانية متطوّرة والتهابات كلوية وحالات حمل بعد الشهر الخامس، في حين تمّ إقصاء 43 ملفا فقط خلال موسم الحجّ 2011 منها حالات متعلّقة بقصور كلوي حادّ وأمراض القلب الحادّة وحالات الحمل إلى غير ذلك.