دعا الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه المبعوث الاممي والعربي الأخضر الابراهيمي أمس السبت في دمشق إلى حوار سوري "يرتكز على رغبات جميع السوريين". ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الأسد قوله إن "المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض"، مشيراً إلى أن "العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصا لجهة الدعوة الى حوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين". وكان قد أكد الإبراهيمي في وقت سابق امس السبت أن "الأزمة في سورية كبيرة جدا وتتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري في المنطقة والعالم". وقال الإبراهيمي، بعد مشاوراته مع الرئيس السوري في دمشق "أعتقد أن الأسد يدرك أكثر مني أبعاد الأزمة وخطورتها وقد أبلغته أننا سنحاول جهدنا لحل الأزمة باسم الجامعة العربية والأممالمتحدة بأن نقدِّم الأفكار ونحشد كل ما يحتاجه الوضع من إمكانات وطاقة لمساعدة سوريا للخروج من هذه الأزمة". وأضاف الإبراهيمي، الذي كان التقى أطيافاً من معارضة الداخل وعدد من المسؤولين السوريين: "لقد أبلغت الأسد أنه سيكون لنا مكتبٌ في دمشق وقد رحب بذلك، وسمعنا منه ومن الحكومة أنهم سيمكنوننا على أكمل وجه من القيام بمهامنا وعملنا". وأضاف الابراهيمي، في تصريحات له بعيد مشاوراته مع الرئيس الأسد "سأقوم بزيارات لعدد من الدول ذات التأثير في الوضع السوري كما سأزور نيويورك للقاء الأعضاء في مجلس الأمن ورئيس الأممالمتحدة بان كي مون إضافة لعدد من الدول في المنطقة ذات النفوذ في الشأن السوري". وفي سؤال عما إذا كان الإبراهيمي يعتقد أن حل المسألة في سوريا مستحيلاً، أجاب الدبلوماسي الجزائري الأممي بالقول:"أنا لم أقل أنه لا يوجد أمل، لكنني قلت أن الأمر صعب جدا، خطتي ستكون جاهزة بعد الاجتماع بكل الأطراف الداخلية والخارجية بعدها سأقدم مقترح كخارطة طريق نحو الخلاص". وذكر مسئولون سوريون أن دمشق ستتعاون بشكل كامل مع الإبراهيمي مشددين على أن أي مبادرة يجب أن تستند إلى مصالح الشعب السوري وحرية اختياره بدون تدخل أجنبي وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية "سانا". من جهةأخرى، أفادت تقارير صحافية بأن سفينة ليبية محملة بأكبر شحنة أسلحة إلى سوريا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية رست في أحد الموانئ التركية، وأن معظم الحمولة تسلك طريقها نحو الثوار على خطوط المواجهة الأمامية. وقالت صحيفة التايمز البريطانية: إن من ضمن حمولة السفينة البالغة 400 طن من الأسلحة، صواريخ سام 7 أرض-جو المضادة للطائرات، والقذائف الصاروخية التي تقول مصادر سورية: إنها قد تكون نقطة تحوُّل في المعارك التي يخوضها الثوار. وقال مراسل تايمز في أنطاكية: إنه شاهد السفينة الليبية "انتصار" وهي راسية في ميناء إسكندرون التركي، واطلع على الأوراق المختومة من قبل سلطات الميناء ومن عمر أمسيب، وهو ليبي من بنغازي يترأس منظمة تُدعى اللجنة الوطنية لإغاثة ودعم النازحين، وهي التي تقدم يد العون للانتفاضة السورية. غير أن الصحيفة البريطانية ذكرت أن وزن الشحنة وكيفية توزيعها أثارت خلافًا بين الجيش الحر والإخوان المسلمين "الذين استولوا على الشحنة عند وصولها إلى تركيا". وتابعت الصحيفة أن أكثر من 80% من حمولة السفينة -التي شملت كذلك بعض الإمدادات الإنسانية- جرى نقلها إلى داخل سوريا. وقال أمسيب ومجموعة من الليبيين وصلوا على متن السفينة: إنهم على استعداد للسفر إلى سوريا بمعية الشحنة الأخيرة للتأكد من توزيعها. وأشار عنصر من عناصر الجيش الحر -اكتفت الصحيفة بذكر كنيته فقط وهي "أبو محمد"، وهو من ساعد في نقل الأسلحة من المستودعات إلى الحدود- إلى أنها أكبر شحنة مساعدات تلقتها وحدات الثوار القتالية حتى الآن. وأضاف أن ثمة أمورًا يمكن أن تُغيِّر الأوضاع إذا ما استُغلت الاستغلال الصحيح. وأوضحت تايمز أن أشرطة فيديو وصورًا فوتوغرافية أثبتت أن الأسلحة قد وصلت بالفعل وأنها نُقلت إلى الحدود، في أكبر عملية لنقل الإمدادات منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام في مارس 2011