طالبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أمس الأحد كافّة الحكومات العربية والإسلامية بالقيام بواجبها على المستوى السياسي والدبلوماسي لردّ الإساءة التي لحقت بالمسلمين بعد المساس بشخص النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في فيلم (براءة المسلمين) الذي عرضت مقاطع منه على شبكة الأنترنت مؤخّرا. ودعت الجمعية من جانب آخر الشعوب الإسلامية إلى الاحتجاج بكافّة الوسائل المشروعة لنصرة النبي الكريم عليه أزكى الصلوات وأفضل التسليم، معربة عن استنكارها الشديد للإساءة المتعمّدة إلى الإسلام ورسوله. أعربت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بيان لها نشر على موقعها الالكتروني أمس الأحد عن استيائها من الإساءة المتعمّدة إلى الإسلام وإلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، مندّدة بالإصرار على تكرار هذه التجاوزات (في جو من التواطؤ الدولي) مع تنويعها من رواية إلى صورة كاريكاتورية ومقال صحفي إلى فيلم مصوّر تحت ذريعة حرّية التعبير. واعتبرت الجمعية هذه التجاوزات مجرّد (شحنة عدوانية في غلاف فنّي وأدبي موجّهة لاستفزاز المسلمين والنيل من دينهم ورسولهم صلّى اللّه عليه وسلم)، وحذّرت من الوقوع في فخّ ما وصفته بالتطبيع النّفسي والتهوين من (قيم الدين وما يرتبط به من نصوص وأشخاص ومعتقدات)، منبّهة إلى ضرورة الحذر من (التمادي في إقحام القضايا الدينية فيما بين النّاس من خلافات، لأن ذلك يرفع عن الدين قداسته التي هي محلّ إجماع بين البشر كلّهم). من جانب آخر، طالبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين جميع الحكومات العربية والإسلامية ومنظّمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بأن تقوم كلّ واحدة منها بواجبها على المستوى السياسي والدبلوماسي، معتبرة (الإساءة إلى الإسلام ورسوله وأهله اعتداء على الأمّة بأسرها)، ووجّهت نداءها في ذات السياق إلى جميع الباحثين من المسلمين والغربيين إلى (فهم الإسلام ودراسته من مصادره ومراجعه، وليس ممّا أنتج المستشرقون في حقبات الاستعمار المتتالية)، داعية الشعوب الإسلامية إلى الاحتجاج الفعّال بالاعتماد على كافّة الوسائل الممكنة والمشروعة قصد (الارتقاء إلى الخطاب الإلهي باعتبار ما وقع ويقع من خصوم الإسلام خير وليس شرّا). وشدّدت الجمعية في هذا الصدد على ضرورة إحياء سنن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (وتذكير العالم بفضائله وصدق رسالته وصحّتها، وتسخير كلّ وسائل الاتّصال الحديثة والتقليدية لذلك)، نصرة للرسول صلّى اللّه عليه وسلّم وتبليغا لرسالته.