في وقت يشتعل فيه العالم الإسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام، دخلت مجلة فرنسية ساخرة على خط الأزمة، وقررت نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في عددها الذي صدر أمس الأربعاء، في تحدٍّ لمشاعر 1.6 مليار مسلم حول العالم. وقال مدير مجلة (شارلي إيبدو) الفرنسية الأسبوعية الساخرة ردا على سؤال لقناة آي-تيلي إن هذه الرسوم (قد تصدم الذين يريدون أن يُصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرأونها على الإطلاق). وزعم أن الرسوم المنشورة في صفحة داخلية وفي الصفحة الأخيرة (ليست مستفزة أكثر من العادة؟!). ونشر الموقع الإلكتروني للمجلة صورة غلاف العدد الجديد وعليه رسمٌ كاريكاتوري موقع باسم (شارب)، يصور فيه رجلا مسلما جالسا على كرسي متحرك يجره رجلٌ يهودي متشدد، وقد حمل الرسم الساخر عنوان (ذي انتانشيبلز( (2الذين لا يُمسُّون) في استعارة لعنوان فيلم هوليودي شهير. ونشرت المجلة في الصفحات الداخلية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت مكاتب الصحيفة (شارلي إبدو) في باريس قد تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نوفمبر بعد أن نشرت رسمًا كاريكاتيريًّا ساخرًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي عام 2005 فجرت رسوم كاريكاتيرية دنماركية موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصًا. ودعت شخصياتٌ سياسية ودينية بفرنسا إلى (التحلي بالمسؤولية والحذر في هذا الوقت بالذات). وعلق رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت على هذا الإعلان بالقول إنه يرفض (أي مغالاة) في ما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية التي قررت المجلة نشرها داعيا الجميع إلى التحلي ب(المسؤولية)؟! وقالت رئاسة الوزراء الفرنسية في بيان إنه (في ظل الوضع الحالي) فإن رئيس الوزراء يؤكد (عدم موافقته على أي مغالاة) ويدعو إلى أن (يتحلى كل فرد بروح المسؤولية). وقال رئيس الوزراء جون مارك آيرولت في بيان: (في المناخ الحالي يود رئيس الوزراء أن يشدد على استهجانه أي مغالاة ويدعو الجميع إلى التصرف على نحو رشيد). كما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ردا على سؤال أثناء وجوده في القاهرة حول إمكانية نشر رسوم للنبي أنه (ضد أي استفزاز) مذكرا بوجود حرية تعبير في فرنسا. وسُئل وزير الخارجية لوران فابيوس عن خطة شارلي إبدو لنشر الرسوم فقال: أي استفزاز الآن لا بد من إدانته. وتعيش في فرنسا أكبر طائفة إسلامية في أوروبا. وأثار نشر مقتطفات على الإنترنت من الفيلم المسيء للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تم تصويره في الولاياتالمتحدة، تظاهرات غاضبة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. في المقابل، أعرب رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي الثلاثاء عن (عميق صدمته) إزاء نشر مجلة (شارلي ايبدو) (رسوم مهينة) للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مُناشداً في الوقت نفسه المسلمين (عدم الانجرار وراء الاستفزاز). وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيئة التي تمثل الدين الاسلامي أمام السلطات العامة في فرنسا، في بيان إنه يدين (بأشد العبارات هذا التصرف الجديد المعادي للإسلام) و(يوجه نداءً ملحا إلى مسلمي فرنسا يناشدهم فيه عدم الانجرار وراء الاستفزاز). وأضاف البيان أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وإذ يؤكد على (تعلقه العميق بحرية التعبير) فإنه يعرب عن (قلقه العميق إزاء هذا العمل اللامسؤول الذي وفي ظل أوضاع بالغة التوتر، يهدد بتفاقم التوترات وإثارة ردود فعل سلبية). وأكد البيان أن (ليس هناك ما يمكن أن يبرر الإهانة وبث الحقد).