تسبّبت ألسنة اللهب التي أتت على مدار 03 أيّام نهاية الأسبوع المنصرم على ما يزيد عن 800 هكتار من المساحات الغابية بأعالي الأطلس البليدي وعديد البلديات بولاية البليدة في انتشار موجة حرّ غير مسبوقة وحاصرت البعض منها قرويين وأجبرت عائلات بأكملها على شدّ الرّحال والهروب من مساكنها خوفا من وصول ألسنة اللّهب إلى أحيائها وقراها، فيما تكفّل أعوان الحماية المدنية الذين أصيب أزيد من 16 منهم بجروح وحروق بإجلاء العائلات المتضررة. فاقت درجات الحرارة كلّ التوقّعات وقاربت الخمسين خلال اليومين الماضيين اين اثارت موجة الحرارة حالة من الهلع والرعب في نفوس سكان الأحياء والقرى القاطنة بالقرب من المساحات الغابية التي أتلفت بها مئات الهكتارات من أشجار الصنوبر والأرز والفلين والزيتون والصنوبر الحلبي والأدغال. وتضرّرت كثيرا حظيرة الشريعة والمناطق الغابية بمحيط ببلديات بوفاريك وبوعرفة ومفتاح والجبابرة وصوحان وأولاد يعيش والصومعة وعين الرمانة بالنيران التي أتت على مساحات هامّة من الثروة الغابية وأدّت إلى هجرة العديد من أنواع الطيور والحيونات البرية إلى السلاسل الواقعة خلف الأطلس البليدي باتجاه الولايات الداخلية، فيما لقي رجال الإطفاء الذين تدخّلوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه صعوبات بالغة في إخماد الحرائق بسبب تعقد المسالك والتضاريس واهترائها والرياح الجنوبية. واستنجدت مصالح الحماية بأعوانها المتواجدين في عطلتهم السنوية أو الأسبوعية، كما تمّ استقدام الوحدات الرئيسية للحماية المدنية من الحميز بالعاصمة وتيبازة وعين الدفلى والوحدة الرئيسية والوحدات الثانوية التابعة لها بالبليدة. في سياق ذي صلة، أدى نشوب حريق مهول مساء السبت في مساحة من الأدغال تقع ببلدية حناشة على بعد 30 كم جنوب ولاية الولاية إلى إتلاف 45 هكتارا من الغطاء النباتي، حسب ما علم أمس الأحد من مصالح الحماية المدنية. وأضاف المصدر أن الرتل المتنقل لمكافحة الغابات تدخل لتدعيم مختلف وحدات التدخّل للحماية المدنية وأعوان محافظة الغابات التي كانت بعين المكان من أجل الحد من انتشار الحريق إلى المساحات المجاورة، وذكر أن التجهيزات التي تم تسخيرها سمحت بالتحكم في الحريق ومنع انتشاره إلى مناطق آهلة بالسكان. كما سجّلت ذات المصالح إتلاف ما لا يقل عن 890 شجرة مثمرة تحوّلت إلى رماد بسبب هذا الحريق.