حذّر الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون والمبعوث المشترك للأمم المتّحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن الأزمة المتفاقمة في سوريا تُمثّل تهديدًا متصاعدًا للسلام في المنطقة. ونقل المتحدّث باسم بان عن الأمين العام والإبراهيمي قولهما في بيان نشر على موقع الأمم المتّحدة بعيد اجتماعهما على هامش الجلسة ال 67 للجمعية العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك، إن (الأزمة التي تتفاقم في سوريا تُمثّل تهديدًا متصاعدًا للسلام والأمن في المنطقة). وأعرب الجانبان عن تعويلهما على العديد من القادة الذين سيشاركون في اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتّحدة في الأسبوع المقبل ليعملوا على معالجة أزمة العنف في سوريا، وأثرها على الدول المجاورة. وركّز بان والإبراهيمي على (الوسائل الكفيلة بالردّ على العنف الخطير في سوريا وعلى التقدّم نحو حلّ سياسي شامل يتجاوب مع المطالب الشرعية للشعب السوري). من جهته، قدّم الإبراهيمي تقريرًا إلى الأمين العام حول زيارته الأخيرة إلى دمشق، ومن المقرّر أن يتحدّث أمام مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين المقبل. ويشار إلى أن أكثر من 29 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم منذ بداية الاحتجاجات التي تطالب بالإصلاح وبإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس 2011. وتسبّبت هذه الأزمة في نزوح أكثر من 260 ألف سوري إلى الدول المجاورة. ويذكر أن 2.5 مليون شخص بحاجة طارئة إلى المساعدة الإنسانية في سوريا. وإلى ذلك، تواصلت أعمال العنف في سوريا أمس الأحد، وذلك بعد يوم من مقتل نحو 210 أشخاص معظمهم في حلب وريف دمشق ودمشق. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت أمس بين القوات النّظامية ومعارضين مسلّحين في مناطق بحمص وحماة. كما تعرّضت مناطق في كلّ من حلب وإدلب وريف دمشق ودير الزور ودرعا لقصف عنيف من قِبل القوات النظامية، ما أدّى إلى سقوط ضحايا وتدمير عدد من المنازل. وأوضح المرصد أن 210 أشخاص سقطوا السبت في أنحاء سوريا، بينهم 145 مدني، مشيرا إلى أن معظم الضحايا المدنيين سقطوا في حلب وريف دمشق ودمشق. في غضون ذلك، بدأ معارضون سوريون في العاصمة دمشق أمس أعمال (المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا) بمشاركة مجموعة من القوى والتيّارات السياسية أبرزها هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي وشخصيات مستقلّة وبحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في دمشق يتقدّمهم سفراء روسيا والصين وإيران والجزائر. وقال رئيس اللّجنة التحضيرية للمؤتمر، رجاء النّاصر، في كلمة له خلال الافتتاح إن المؤتمر جاء ليقول (كفى للحرب المجنونة المعلنة على الشعب وثورته، كفى لتمزيق المجتمع ودفعه إلى حافة الصراعات الطائفية والمذهبية، كفى لتحويل سوريا إلى ساحة للصراع بين المشاريع والأجندات الخارجية). ومن جانبه، قال السفير الروسي في دمشق عزت كولموخاميت إن المؤتمر يؤكّد رغبة المشاركين فيه (وضع حدّ للعنف والدمار ومعاناة الشعب السوري في أقرب وقت ممكن وتحقيق تطلعاته المشروعة في الديمقراطية والرفاهية والتقدّم)، مشيرا إلى أن بلاده تؤيّد هذه التطلّعات (بشكل كامل). وشدّد السفير الروسي على ضرورة رفض التدخّل الخارجي ورفض تمويل وتسليح المسلّحين، مشيرا إلى وجود مرتزقة أجانب بين المجموعات المسلّحة في سوريا.