بدت ظاهرة المنافسة بالكباش مبكرا بالأحياء الشعبية هذه السنة على غرار السنوات الأخرى، حيث أخذت ظاهرة القمار بالكباش بعدا خطيرا في الآونة الأخيرة، بحيث أصبحت تجارة مربحة يختص بها بعض الشباب الذي يسعى وراء الأرباح السهلة والسريعة مهما كانت النتائج والعواقب. أصبح منظر الكباش منزوعة الصوف والمصبوغة بألوان النوادي المحبوبة مألوفا في الأحياء الشعبية خاصة اللونين الذين يعبران عن أحب ناديين للأنصار، وهما الأخضر والأبيض، والأسود والأحمر اللذان يمثلان مولودية العاصمة واتحاد العاصمة، حيث أصبحت نهاية الأسبوع مميزة، حيث يعرف تجمع فئة من الشباب والمراهقين في بعض الأماكن الخاصة كالملاعب الجوارية والمساحات الخضراء المنتشرة في الأحياء الشعبية بالعاصمة، كباب الجديد وباب الوادي والطقارة والتي كانت في وقت سابق من هذه السنة وخلال فترة ما قبل العيد الأضحى مكانا لرعي للكباش وحتى فضاء للبيع وأحيانا أخرى وخاصة في نهاية المساء تتحول إلى فضاء مخصص للعراك ما بين الكباش والمقامرة على من يربح منهم. ورغم كل الشعارات والنداءات الموجهة حتى من منابر المساجد من أجل إيقاف هذه الظاهرة غير المستحبة من خلال استعمال الكباش لغير غايتها الأساسية وهي الأضحية، إلا أنه رغم هذا عاشت وتعيش مختلف أحياء ظاهرة القمار بالكباش، حيث باتت تأخذ منعرجا خطيرا من أجل الكسب السريع دون مراعاة ما يترتب على ذلك. ورغم شكاوي العديد من المواطنين من الظاهرة إلا أنه لازال بعض الشباب المختصين يستمرون في المقامرة بالكباش، ففرحة العيد طغت على كل شيء حتى على القيم والأخلاق، وسكت الجميع.. إلا أن هذه الظاهرة سرعان ما عادت إلى الظهور خلال الفترة الأخيرة، فكثيرا ما لفت انتباهنا وجود كباش مربوطة أمام بعض المنازل في الأحياء الشعبية منزوعة الصوف، والأهم أنها ذات قرون كبيرة الهدف منه إقامة هذه المباريات التي في الأصل ليست من قيمنا الاجتماعية وإنما هي قيم مستوردة من الغرب إلا أنها متغيرة فقط من حيث نوع الحيوان فقط، ففي الغرب كل الحيوانات قابلة للمشاركة في مثل هذه المبارايات، أما في الجزائر فإن الشباب اختار الكباش لما لها من خصوصية في هذا المجال، بحيث تجذب الكثير من الجمهور والمتتبعين من مختلف الفئات والأعمار خاصة في الأحياء الشعبية وازدياد تعطشهم للعنف وكل أساليبه، فلقد أصبحت مشاهدة العنف لديهم متعة كبيرة يدفعون كل ما لديهم مقابلها.. لذلك فإن بعض الشباب البطال وجدها فرصة لاقتناص الأرباح السريعة، وازدادت بشكل مفاجئ، بحيث أقدم بعض الشباب على شراء بعض الخرفان في فترة الأعياد واغتنام فرص كثرتها وتنوعها ثم القيام على رعايتها إلى ما بعد العيد، وخلال هذه الفترة من السنة وخاصة في نهاية الأسبوع حيث يقوم هؤلاء الشباب بإخراجها من أوكارها إلى الساحات العمومية والملاعب الجوارية للبدء في الاستعراض والمنافسة، فتخلو الشوارع الشعبية من أبنائها الذين يسارعون بشكل هستيري إلى متابعة هذه المباريات المليئة بالحماس والشغب، وتعددت الأسباب والهدف واحد وهو المتعة وكسب المال.