يقبل المسلمون على العبادات في شهر الصيام أكثر من أشهر السنة الأخرى، ولعل أول شيء يتمسك به الجزائريون خلال هذا الشهر العظيم صلاة التراويح، والتي يحاول الكثيرون الحفاظ على أدائها لما فيها من أجر وثواب عظيم. ومثل الرجال، النساء أيضا صرن متعلقات بأداء صلاة التراويح، وصارت كلّ واحدة تحب مرافقة زوجها او أخيها او أي من أقاربها إلى المسجد عقب الإفطار لكي تؤدي في جماعة صلاة العشاء ومن ثم التراويح، وهو أمر جميل أن تتعلق المرأة المسلمة بدينها وتحاول الحفاظ قدر الإمكان على شعائرها، وأداء الصلوات حتى تلك التي ليست واجبة عليها في المسجد ولكن. لكنّ بعض الفتيات، وللأسف، يحببن الذهاب إلى المساجد، ولكن ليس ابتغاء لوجه الله، بل إنهن يجدن في تلك الخرجات مهربا لهن وفرصة لملاقاة عشاقهن، حيث يتحايلن حتى يخرجن من الصلاة مبكرات او لا يدخلن المسجد أصلا، ويتواعدن مع شبان لملاقاتهن، حتى إذا ما انتهت الصلاة عدن إلى المساجد وادعين أنهن خرجن للتو، او يعدن إلى بيوتهن على أنهن أتين من المسجد، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". من ذلك ما حدث لسليم الذي كان يرافق أخته صاحبة الخامسة عشرة سنة لأداء صلاة التراويح، وكان يدخل من الجهة المخصصة للرجال، فيما يتركها لتدخل إلى الركن الذي تصلي فيه النساء، ولا يرافقها ولا يتأكد إن كان دخلت أم لا، لأنه كان يثق فيها، ولم يتصور أن تقدم على مثل ذلك الفعل البشع، أما هي فلم تكن تفعل، بل كانت تنتظر صديقها الذي كان يأتي بالدراجة النارية لاصطحابها، مباشرة بعد بداية الصلاة، والذي يعيدها إلى باب المسجد قبل نهاية الصلاة بدقائق حتى تتمكن من التظاهر بأنها تنتظر أخاها، وعندما يخرج هذا الأخير يصطحبها معه، لكنه في مرة من المرات لم تعد في الوقت المناسب، تأخرت في خرجتها تلك، وعندما عادت ولاحظت أن المسجد مكتظ بالمصلين الذين خرجوا لتوهم من المسجد، احتارت فيما يمكن فعله، فطلبت من صديقها أن يتركها في مكان قرب المسجد، حتى إذا ما عاد أخوها تدعي أنها فضلت الانزواء حتى تنتظره، لكن ما تركها صديقها حتى واجهت أخاها الذي رأى الموقف، فما كان منه إلاّ أن انهال عليها ضربا، أما صديقها فكان قد هرب بعيدا. أما السعيد فقد علم أناس إحدى بلديات العاصمة قصته مع ابنته التي كانت هي الأخرى تلاقي صديقا لها في الوقت الذي يدخل فيه هو لصلاة التراويح، حيث انه خرج يوما قبل الركعات الأخيرة لأنه أحس ببعض التعب، وجلس ينتظر ابنته، التي رآها وقبل إنهاء الصلاة بقليل، تدخل الجامع وتخرج منه كما لو كانت قد أدت الصلاة مع المصليات بشكل عادي فراح يشبعها ضربا وكاد يقتلها لولا تدخل باقي المصلين الذين فصلوا بينها وبينه فاسلوها إلى بيتهم، وراحوا يحاولون تهدئة الشيخ الثائر، حتى يتصرف بعقل وروية، ولا يرتكب عملا قد يندم عليه. لو علمت تلك البنات ما لصلاة التراويح من اجر عظيم، وما لتصرفهن من عقاب شديد لما تركن الصلاة ولما استبدلنها بصاحبة الشبان، لهذا فعلى الأولياء وقبل أن يأمروا بناتهن به او ينهوهن عنه، يحاولون إقناعهن بالعقل، والذي يستخدمنه لمواجهة إغراءات الحياة.