تستقطب المساجد خلال شهر رمضان الكريم جنس النساء اللواتي يحرصن على أداء صلاة التراويح لما تضفيه من نكهة خاصة على هذا الشهر الفضيل ليزاحمن بذلك الرجال حيث نشاهدهن مباشرة عقب الإفطار يتسارعن في جماعات من أجل إحتلال المراتب الأولى ،غير أن هناك من المصليات لا يحترمن قداسة هذا المكان حيث يقمن بسلوكات تثير الإزعاج و تتسبب في خلق فوضى داخل المسجد . إقتصرت صلاة التراويح فيما مضى على الرجال وحدهم الذين كانوا يملأون المساجد حيث كان جنس الذكور هو الطاغي و الموجود في المقدمة من أجل الصلاة في المساجد ، لكن ما أضحى ملحوظا و بكثرة في الآونة الأخيرة بروز ظاهرة تسابق النساء بمختلف أعمارهن إذ لم تعد الصلاة في المسجد حكرا على كبيرات السن فقط و إنما صارت هذه الفكرة تثير إهتمام كل الشرائح سواء كن شابات أو سيدات فبالنسبة إليهن فإن أداء صلاة التراويح يضيف لصيامهن ميزة و أجرا كبيرين و لذلك تجدهن يفضلن مرافقة بعضهن البعض من الأخوات و بنات الجيران اللواتي يتواعدن على الإلتقاء في الشارع و الذهاب معا فلا يفوتن أية فرصة في الذهاب لدرجة أنهن يستغنين عن بعض الأمور الهامة فبعضهن يتناولن وجبة الإفطار بسرعة و أحيانا لا يكملن حتى أطباقن و أخريات لا يشاهدن البرامج الرمضانية و هناك من لا يقمن بغسل الأواني حيث يتركن ذلك إلى غاية العودة من الصلاة . القنوات الإسلامية رسخت فكرة صلاة التراويح عند النساء تعتبر القنوات الإسلامية أحد أهم الوسائل التي ساعدت على تدعيم فكرة لجوء النساء إلى المساجد لأداء الصلاة بصفة عامة و التراويح بصفة خاصة و هي الصلاة التي تعتبر الطابع المميز لشهر رمضان الكريم حيث تقوم النساء باقتناء ملابس جديدة خصيصا للإنطلاق في أداءها و التي تكون عادة في ليلة الشك ، كما يقمن بضبط برامجهن طيلة تلك الفترة حتى تتماشى مع أوقات توجههن إلى المسجد ،و مما يدعو للتأمل أن معظم النساء لم تكن لديهن أية فكرة في الذهاب إلى المسجد و بالأخص خلال شهر رمضان لكن بعد مواظبتهن على متابعة البرامج الدينية عبر مختلف القنوات الفضائية أصبحن يبدين ميولات أكبر للتوسع في عالم العبادات و صار أداء صلاة التراويح في المسجد ضرورة ملحة لهن و في هذا الشأن تقول ''إيمان '' شابة في مقتبل العمر إنها في السابق لم تكن تتصور يوما أنها ستقصد المسجد لأداء صلاة التراويح لكن وبعد إدمانها على مشاهدة حلقات الداعية ''عمرو خالد '' تملكها شعور قوي جعلها تدرك المعنى الحقيقي للصيام وبالتالي قررت إرتداء الحجاب كخطوة أولى و في السنة الماضية أصبحت تؤدي صلاة التراويح وتضيف لنا بأنها ستواصل على هذا المنوال في رمضان هذا العام ،و هو نفس الحال بالنسبة ل''نسرين '' التي إعتادت كل سنة أن تتوجه إلى المسجد في شهر رمضان الكريم رفقة والدها و شقيقاتها و هي تعتبر ذلك من الضروريات لأنها تشعر هناك بالطمأنينة والراحة النفسية وسط آيات القران التي تتلى . حديث خارج الموضوع، أطفال يثيرون الفوضى... داخل المسجد لكن من ضمن السلوكات غير اللائقة التي باتت تطبع مساجدنا في الآونة الأخيرة هو تحول هذا المكان المقدس إلى فسحة تقوم فيها النساء بتشويه حرمته عن طريق لا مبالاتهن بالنظام العام الذي ينبغي أن بسير عليه المصلي داخل المسجد ، فالمتوجه إلى هناك يلاحظ بنفسه قيام بعض النساء بتصرفات بعيدة تماما عما هو مفروض أن يكون ففي الوقت الذي يتحملن فيه عناء التنقل إلى هناك فبدل أن يركزن في الإستماع إلى الإمام ينشغلن بأمور أخرى ليس لها أهمية كالحديث مع بعضهن البعض عن هموم الدنيا بالإضافة إلى إحضار أبناءهم معهن الذين يقومون بإزعاج المصلين بسبب تنقلهم من مكان إلى آخر ، و في هذا الصدد تؤكد لنا ''سليمة '' و هي واحدة من اللواتي تعودن على أداء صلاة التراويح في شهر رمضان أنه كثيرا ما تخلق بعض النساء في المسجد فوضى كبيرة فبينما الكل يركز مع تلاوة الإمام تقوم بعضهن بالتهامس بين الصفوف فمثلا في السنة الماضية سمعتهن يتبادلن أطراف الحديث حول الحلويات التي سيصنعنها في عيد الفطر وهو ما أثار تذمر معظم الجالسات هناك . وإلى هنا تبقى المساجد خير مكان يمكن أن يقصده كل مسلم لاسيما وأننا في شهر رمضان الفضيل و هو بيت الله الذي يستدعي منا الإلتزام بكل التصرفات الحسنة .