تفوقت الكتب الرقمية فعلاً على نظيراتها التقليدية، لذا تتدافع عشرات الشركات للحصول على نصيبها من الاهتمام، والإيرادات طبعاً، في سوق الكتاب الإلكتروني المربح. معركة كبيرة في أمريكا شنّها تجار التجزئة الذين يتنافسون مع مالكي تقنيات القراءة الإلكترونية، أمثال كيندل من (أمازون) ونوك من (بارنز أند نوبل) وآي باد وأي فون من(أبل)، ومجموعة تطبيقات وأجهزة القراءة الإلكترونية من (كوبو"). أما الركن الآخر من أركان المعركة فيتمثل في عملية اقتراح الكتب، وعادة ما تتم بمساعدة خوارزميات تحدد عناوين مماثلة لتلك التي تصفحتها أم اشتريتها سابقًا. فضلاً عن ذلك، يشهد باعة الكتب على الإنترنت، أمثال أمازون وBN.com، ظهور دخيل على ساحتهم من غير تجار التجزئة مثل غودريدز. وثمة عالم مواز من المناقشات المتعلقة بالكتاب في ال(فيسبوك) و(تويتر) و(تمبلر) وغيرها من مواقع الشبكات الاجتماعية (ناهيك بالمدونات الإلكترونية والأسلحة الرقمية لوسائط الطباعة التقليدية مثل الصحف والمجلات)، التي يتنافس معظمها لتحقيق الأرقام القياسية وأموال الدعاية. انضم إلى الفوضى الأدبية في الشهر الجاري ZolaBooks.com، مشروع تنطوي استراتيجيته على الجمع بين وظائف السوق الرئيسة في عالم الكتاب الإلكتروني الثلاثة، البيع بالتجزئة وحفظ وصيانة الأصول الرقمية والتواصل الاجتماعي، في محاولة طموحة ليصبح وجهة عشاق الكتب الأول على شبكة الإنترنت. يقول رئيس (زولا) التنفيذي جو ريغال (وكيل أدبي سابق في نيويورك شارك في تأسيس الموقع قبل عام مع مايكل سترونغ وهو مهندس بارز لسوثبي على الأنترنت): (حتى الآن، لم يترجم أحد ما يقوم به القراء في العالم الحقيقي، الاستفادة من شبكة واسعة من الأصدقاء والمؤسسات وصانعي الذوق الموثوقين، في بيئة الأنترنت. سؤالنا هو: ماذا يريد الناس أن يفعلوا من حيث البحث عن الكتب وشرائها، وكيف يمكننا مساعدتهم على القيام بذلك عبر الأنترنت؟). يتابع: (نعلم أن الناس يريدون التواصل مع أصدقائهم والتناقش حول الكتب، لذا نحن بصدد إنشاء أول شبكة اجتماعية للكتب فحسب، ونعلم أيضًا أن الناس يتأثرون بصانعي الذوق الذين يمكنهم أن يوجهونهم إلى الكتاب التالي الذي يستحق القراءة. كثيرة هي الأماكن التي تتوافر فيها هذه المعلومات، لكن لم يجمع بينها أحد في مكان واحد، وهو المكان الذي يمكنك فيه أيضًا شراء الكتاب). خوارزميات التصنيف ستوجّه المستهلكين علامة (زولا) التجارية، وهي (محرك حفظ وصيانة الأصول الرقمية) الذي يستخدم خوارزميات التصنيف والشراء إلى جانب مداخلات الخبراء من نقاد الكتب والمدونين والكتاب والناشرين وبائعي الكتب، الذين يمكن للمستهلكين متابعتهم على غرار (تويتر) يقول ريغال: (إذا كنت تقرأ كتابًا أحببته ورأيت بعد ذلك أن رون تشارلز من صحيفة (واشنطن بوست) قيّمه بشكل إيجابي، يمكنك إذًا متابعة تشارلز لمعرفة الكتب الأخرى التي يوصي بمطالعتها). وإذا كنت من محبي روايات الجريمة، ولاحظت أن أوتو بينزلير (صاحب مكتبة نيويورك الغامضة) يذكر تلك الكتب على مدونته، يمكنك متابعته أيضًا). ومن المقرر أن تصبح الكتب الإلكترونية التابعة لمئات الناشرين، من بينهم الناشرون الستة الأكبر) مجموعة هاشيت، هاربر كولينز، ماكميلان، مجموعة بنغوين، راندوم هاوس وسيمون آند شوستر)، متاحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. (ستصبح الكتب الإلكترونية التي تباع على (زولا) في متاجر التجزئة الإلكترونية، وسيتم تسعيرها بالقيمة نفسها تقريبًا، فيما تكلف الكتب الأكثر مبيعًا ما يزيد قليلاً عن 11 دولارًا). يتمثل أحد أحجار الأساس الأخرى في استراتيجية (زولا) في التحايل على المشكلة التي تعترض القارئ الإلكتروني، والتي تفرض على القراء اختيار جهاز معين، من خلال تسويق الكتب الرقمية التي يمكن قراءتها على جميع أجهزة القراءة الإلكترونية، وليس على واحدة منها فقط. سيعمل قارئ (زولا) كبريمج HTML5 على الأجهزة المدعمة بشبكة الأنترنت؛ فيستخدم القارئ تكنولوجيا السحابة لتخزين الكتب الإلكترونية، والتي يمكن تحميلها على أي جهاز، وستتاح التطبيقات على الآي باد وغيرها من أجهزة. عندما يقرر المستهلكون تغيير الأجهزة، لن يضطروا إلى إعادة شراء الكتاب. ليس عليهم سوى الدخول إلى (زولا) وتحميل الكتاب على الجهاز الجديد، الذي يفتح على الصفحة الأخيرة التي تمت قراءتها على الجهاز السابق. يموّل (زولا) 20 مستثمرًا تقريبًا، يعمل معظمهم في صناعة الكتب، وقد سمي على اسم الروائي الفرنسي الذي يعود إلى القرن التاسع عشر والذي عرف بسياسته التقدمية اجتماعيًا، ويقدّم لعملائه وسيلة سهلة للمساعدة على منع المكتبات المستقلة من متابعة سلاسل رئيسة مثل Borders حتى الانقراض. كذلك يوفر (زولا) للمكتبات الصفحات الرئيسة، ثم يدفع أكثر من 60 في المئة من صافي الربح الناتج من كل كتاب يباع هناك. حتى إن بإمكان مستخدميه (إعلان الولاء) لمتاجرهم المفضلة، بتحويل معظم الأرباح الناتجة من شراء الكتب الإلكترونية إلى أحيائهم. على عكس IndieCommerce، برنامج تجارة التجزئة الإلكترونية غير الحصري التابع لرابطة باعة الكتب الأميركيين، الذي يتشارك مع غوغل في الأصل، العضوية في (زولا) مجانية لباعة الكتب. تقول كاتي فرانسين، مشترية الكتب في (وان مور بايج بووكس) في أرلينغتون: (لا يظهر أي جانب سلبي في الأفق حتى الآن. كنا نعمل لولوج سوق الكتاب الإلكتروني، إلا أن استخدام IndieCommerce يكلف قدرًا كبيرًا من المال (175$ في الشهر). سيتوجب على الناس بشكل أساسي الاعتياد على برنامج جديد). كيف يمكن ل(زولا) أن يكسب المال في ظل هذا النوع من تقاسم الأرباح؟ بحسب ريغال: (مع هذه التكنولوجيا القابلة للترقية والتسويق الاجتماعي وغياب البنية التحتية المادية الواجب دعمها (مساحات البيع بالتجزئة، وما إلى ذلك)، يمكن أن نربح على هوامش أقل حجمًا من المخازن التقليدية). تبادل الأفكار تبنى ناشرون كثر (زولا)، ويعتبر بعضهم، من بينهم ماكميلان الذي تنازع علنًا مع (أمازون) حول تسعير الكتاب الإلكتروني، أنه وسيلة للحفاظ على قنوات توزيع الكتب التقليدية بينما يتم توسيع السوق للكتب الرقمية. يقول رئيس وناشر (غروف/ أتلانتك) مورغان إنتريكن: (ينتمي جو إلى مجموعتنا، وهو يحاول إنشاء موقع يمزج بين (غودريدز) و(أمازون)، وهو موقع مقصود حيث يمكن للناس شراء الكتب وتمضية أوقاتهم وتبادل الأفكار. أحب أيضًا حقيقة أنه يقدم لباعة الكتب المستقلين وسيلة للدخول في مجال أعمال الكتب الإلكترونية، ذلك لأنني أؤيد كل ما يمكننا القيام به للحفاظ على وجود المكتبات المستقلة). يتابع: (من المهم الحفاظ على تنوّع قنوات التوزيع، لكن ما كنا نشهده هو تركيز هذه القنوات في أماكن قليلة. يمكن أن نحقق إنجازات عظيمة، لكن أعتقد أن من غير الصحي، وربما من الخطر، أن يفرض أي من (أمازون) أو "(بارنز أند نوبل) أو (غوغل) أو (أبل) سيطرته الكاملة على سوق الكتب الإلكترونية). تعقد مسار (زولا) المتقدم بسبب إعلان (كوبو) في أغسطس عن شراكة جديدة مع ABA، ومع ذلك، لم يتأثر ريغال وقال: (نحن سعداء بأن ABA دخلت في شراكة مع (كوبو) لتوفير الأجهزة للمتاجر التي ترغب في بيع الأجهزة، لأنه يمكن قراءة كتب (زولا) على الأجهزة المدعمة بشبكة الإنترنت كافة، أجهزة كوبو والأجهزة الخاصة التي يملكها قراء كثر، مثل أجهزة آي باد ونوك وكيندل. إنه خبر عظيم بالنسبة إلى الجميع). ويوضح إنتريكن: (وفي حين تؤمن متاجر كثيرة أن الجهاز هو خلاصها، نحن نعتقد أن المستقبل يعتمد على الجهاز اللوحي. فيه تكمن الأرقام، والآي باد المصغر قادم هذا الموسم، وتبدو شركة (نيكزس) التابعة ل(غوغل) كأنها الفائزة. بالتالي، يتمثل العمل في إقناع المتاجر التي تريد التعامل مع شريك تتناسب خدماته مع الأجهزة كافة أن هذه الفكرة سديدة). من جهة أخرى، تمثلت العقبة الأكثر خطورة في خطة عمل (زولا) في دعوى وزارة العدل المستمرة ضد (أبل) وناشرين رئيسين كثر حول التواطؤ المزعوم في تسعير الكتب الإلكترونية، والذي انعكس تأثيره في تأخير اتفاقات تجارة التجزئة بين (زولا) والناشرين الثلاثة (هاشيت، هاربر كولينز وسايمون آند شوستر) الذين تقرروا. والتفاوض ما زال جاريًا حول تلك الاتفاقات. يقول ريغال: (أدركنا ألا من حاجة إلى انتظار الحظة التي نملك فيها الكتب الإلكترونية كلها 100 في المئة، يكمننا أن نطرحها في السوق فيما نمضي قدمًا. شخصيًا، أحب فكرة التحول المفاجئ، من لا شيء إلى شيء، لكن نهج النمو التدريجي الأكثر ثباتًا والأكثر صبرًا قد يكون أكثر ذكاءً في هذا الوضع. وأثق تمامًا بأننا سنقدم الغالبية العظمى من الكتب الإلكترونية من معظم الناشرين في نهاية هذا العام).