بينما كان الجزائريون ينتظرون بفارغ الصبر مواجهة منتخبهم أمام منتخب ليبيا في إطار الدور التصفوي الأخير لإقصائيات كأس إفريقيا 2013، أمسية الأحد، نجح المغامر النّمساوي فليكس باومجارتنر في القفز من حدود الغلاف الجوي للأرض، ليصبح أوّل إنسان يطير من حدود الغلاف الجوي باتجاه الأرض، وهو يرتدي بدلة مصمّمة لحمايته من الضغط خلال رحلة بلغت 39 كيلومترا ارتفاعا عن سطح الأرض، وسيتّضح خلال الأيّام القليلة المقبلة إن كان نجح في كسر حاجز الصوت أم لا وذلك بعد تحليل دقيق لكلّ القياسات. نجح فليكس بقفزة واحدة في تحقيق 3 أرقام قياسية، وهي الرّقم القياسي لأعلى منطاد مأهول وأعلى سرعة سقوط وأعلى قفزة في العالم بالمظلّة، بينما فشل في تحقيق أطول سقوط حرّ عندما فتح المظلّة بعد 4 دقائق من بداية القفز. وبلغت سرعة فليكس أثناء السقوط الحرّ نحو 1140 كيلو متر في الساعة. وكان فليكس (43 عاما) وضع في كبسولة أسفل منطاد هيليوم ضخم أوصله من مدينة روسويل بولاية نيو مكسيكوالأمريكية إلى حدود الغلاف الجوي للأرض لتنفيذ قفزة حرّة باتجاه الأرض. وجرى نقل القفزة مباشرة على المواقع المهمّة على الأنترنت من خلال 35 جهاز تصوير مثبّتا على الأرض وفي الجو، من بينها كاميرات مثبّتة على ثياب فليكس نفسه. وكان الرّقم القياسي لأعلى ارتفاع للقفز بالمظلّة مسجّل منذ عام 1960، وقد حقّقه عقيد سابق في سلاح الجو الأمريكي يدعى جو كيتسنغر - المشرف على مشروع القفزة الجديدة -، إذ قفز من علو 31333 متر من منطاد هيليوم أيضا. وكان فليكس أجّل محاولته عدّة مرّات بسبب سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة والرّياح الشديدة التي ضربت منطقة روزويل، وكان الخطر الأكبر الذي يواجهه هو إمكانية أن يفقد السيطرة فيدور حول نفسه، ممّا قد يفقده وعيه. ويأمل فريق المهمّة المسمّاة (ريد بول ستراتوس)، والذي يضمّ 100 شخص، أن تساهم هذه القفزة في الأبحاث العلمية في مجال الطيران. وقال القائمون على (التجربة) إن التجربة ستمنحهم معلومات هامّة لأبحاث الفضاء. ول (فليكس) تاريخ طويل مع المغامرة والقفز من ارتفاعات شاهقة، حيث ألقى بنفسه ذات مرّة من وضع الثبات من فوق تمثال المسيح بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وحلّق فوق بحر المانش مستخدما جناحا صنعه بنفسه ورمى بنفسه أيضا ذات مرّة من فوق أحد أعلى مباني العالم، من على ارتفاع 508 أمتار بالعاصمة التايوانية تايبي.