احتضن المسرح الجهوي (كاتب ياسين) بمدينة تيزي وزو، عرضا مسرحيا بعنوان (لحن محزن لباريس)، العمل الذي جسده على خشبة المسرح كل من الممثلين بن الطاهر شريف، زواوي محمد، بدريس نورة، وغيرهم من الأسماء... حاولوا من خلال المسرحية تجسيد جانب من جوانب غشامة الاستعمار الفرنسي وما فعله بالجزائريين الذين تواجدوا بالمهجر خلال الثورة وتحديدا على الأراضي الفرنسية. مضمون هذه المسرحية يتمحور حول المظاهرة السلمية التي نظمها مغتربو الجزائر يوم 17 أكتوبر 1961 للتنديد بحضر التجوال الذي فرض عليهم بفرنسا، ورغم الظلم الذي مورس ضدهم إلا أنهم اختاروا طريقة سلمية لتوصيل صوتهم إلى المعنيين في تلك الفترة. إلا أن العدو الغاشم رد على الشعارات التي رددها المتظاهرون بلغة الرصاص والقتل دون رحمة، حيث أغرق الشوارع التي جابتها المظاهرة في دماء المغاربة وأغلبهم جزائريون، وقد نفذ هذه الجريمة الشنعاء رئيس الشرطة الفرنسية (موريس بابون) الذي نفذ جريمة من أبشع جرائم ضد الإنسانية مستعملا جنوده كسيف جلاد قتلوا الآلاف وزجوا بالآلاف الآخرين في غياهب السجون. وكان هؤلاء الضحايا جانبا من جوانب تضحيات جسام لشعب أراد الحياة وانتزع حريته بثمن ثقيل قوامه أرواح مئات الآلاف الذين سقطوا بميادين الشرف داخل الوطن وخارجه وخدموا القضية الوطنية بكل ما أوتوا من قوة ووسائل متاحة حين ذاك.