واصلت مدفعية الجيش السوري أمس السبت قصفها لعدد من المدن السورية مما أدى الى مقتل عشرات الأشخاص في ثان يوم لهدنة بين طرفي الأزمة انتزعها المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي وعلقت عليها أمال كبيرة في وقف حمامات الدم بسوريا. ويتبادل الطرفان الاتهامات في المتسبب في خرق الهدنة وتقويضها الأمر الذي يدفع بالآخر الى الرد على اعتبار أن الجانبين (المعارضة والقوات السورية) تحفض كل منهما لدى الموافقة على الهدنة بحق الرد في حالة تعرضه لهجوم. وقتل أمس السبت وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان خمسة أشخاص بنيران القوات السورية في أنحاء متفرفة من البلاد. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن رجلا قتل برصاص قناص كما قتل طفل برصاص القوات الموالية في محافظة درعا. وفي محافظة حلب حلقت الطائرات العسكرية السورية للمرة الأولى منذ بدء الهدنة فوق عدد من القرى وقصفت المدفعية قرية معرة العرتيق فيما تعرضت مدينة حلب للصواريخ واندلعت معارك متقطعة في قطاع سيد علي. وفي دمشق قتل مدنيان في عمليات قصف وبرصاص القناصة. وقصفت مدفعية الجيش السوري مدينة دوما وقرى أخرى قريبة مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص. وعرف اليوم الأول للهدنة المعلنة بين الطرفين والموافقة لليوم الأول من عيد الأضحى بسوريا مقتل 146 شخصا على الأقل وتتخطى هذه الحصيلة المائة قتيل على غرار ما يحصل كل يوم منذ تحولت الاحتجاجات الى نزاعا مسلحا في الأشهر الأخيرة. من جهتها أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا أن (المجموعات الإرهابية المسلحة) قامت الجمعة بالاعتداء على بعض المواقع العسكرية. وقالت المصادر إنه تم خرق إعلان إيقاف العمليات العسكرية الذي التزمت به القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيانها الصادر الخميس الماضي، مشيرة الى أنه في دير الزور أقدمت المجموعات الإرهابية المسلحة على إطلاق النار على حواجز الجيش فى حلبية والجبيلة والسياسية. وأوضحت أنه في درعا أطلقت مجموعة إرهابية مسلحة النار باتجاه حاجز المركز الثقافي وهاجمت المجموعات المسلحة في ادلب مواقع للجيش فى مناطق حارم/ سلقين/ وادي الضيف/ العلانة. وأضافت القيادة أن مجموعة مسلحة في حمص قامت بإطلاق النار على حاجز للجيش في باب هود كما أقدمت مجموعة مسلحة في تلكلخ على اطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة على حواجز حفظ النظام. وفي ريف دمشق هاجمت المجموعات المسلحة منذ الساعة التاسعة من صباح أمس مواقع عسكرية في حرستا/ عربين/ دوما. للإشارة بمناسبة عيد الأضحى الذي يستمر أربعة ايام تعهدت المعارضة والقوات السورية الالتزام بالهدنة لكن الطرفين قالا إنهما يحتفظان بحق الرد إذا ما انتهك الطرف الخصم وقف إطلاق النار. وعلقت آمال كبيرة على أن تحترم الهدنة ويسكت صوت الرصاص خلال عيد المسلمين المبارك حتى لا تهدر فيه نفوس أخرى كما كان الأمل كبير في ان تشكل هذه الهدنة المبدئية انطلاق نحو وقف لإطلاق النار يكون أمتن وأطول. وفي هذا الإطار قال الابراهيمي لدى إعلانه على موافقة الأطراف السورية على الهدنة انه (إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة لتحقيق النار نأمل أن نتمكن من البناء عليها وتحقيق وقف إطلاق نار أمتن وأوسع نطاقا في إطار عملية سياسية كاملة). واعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي عن أمله في التزام الأطراف في سوريا بقرار الهدنة خلال عيد الأضحى المبارك مؤكدا أن نجاح الهدنة قد يؤدي إلى بناء عمليات سياسية أخرى في هذا المجال. وعبر بلامبلي في تصريح إذاعي أمس السبت عن قلقه من آثار الأزمة السورية على لبنان مؤكدا أن هناك وحدة شاملة في مجلس الأمن بضرورة حماية لبنان في هذه الظروف.