- الجزء الثاني والأخير - بعد أن تعرفنا في الجزء الأول الصادر أمس عن كيفية تأسيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) وأهم الأسماء الذين تعاقبوا عليها من تاريخ التأسيس في السادس والعشرين من شهر أكتوبر عام 1962 مع المرحوم محمد معوش أو بالأحرى محند معوش إلى غاية المرحوم قارة تركي (من جانفي 1978 إلى أكتوبر 1980)، وخلال هاته الفترة شهدت الكرة الجزائرية تطورا ملحوظا، حيث نال المنتخب الوطني العديد من الألقاب القارية والمتوسطية والعربية، منها على وجه الخصوص انتزاعه ميدالية الألعاب المتوسطية عام 1975 ببلادنا بتغلبه في اللقاء النهائي على المنتخب الفرنسي بثلاثة أهداف لهدفين، وبعدها بثلاث سنوات، نال منتخبنا الوطني ذهبية الألعاب الإفريقية التي أقيمت ببلادنا عام 1978، بفوزه في اللقاء النهائي على المنتخب النيجيري بهدف لصفر من توقيع علي بن شيخ، بعدها بسنة واحدة، بلغ منتخبنا الوطني لأول وآخر مرة نهائيات الألعاب الأولمبية التي أقيمت بموسكو عام 1980، وفي ذات السنة بلغ منتخبنا الوطني لكرة القدم نهائي كأس أمم إفريقيا بنيجيريا وخسرها أمام أصحاب الدار بثلاثية دون رد، دون أن ننسى إنجاز فريق مولودية الجزائر خلال هاته الفترة بنيله كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1976 بتغلبه في اللقاء النهائي على حافيا كوناكري. إعداد: بن عبد القادر في عدد اليوم، ستجدون في الجزء الثاني والأخير بقية الأسماء التي كان لها شرف رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) بداية من الحاج سقال الذي انتخب على رأس أكبر هيئة كروية في الجزائر في شهر نوفمبر من عام 1980 إلى غاية الرئيس الحالي الحاج محمد روراوة، علما ان هذا الأخير سبق له وأن ترأس هاته الهيئة مطلع الألفية الأخيرة. الحاج سقال (من نوفمبر 1980 إلى نوفمبر 1982) سنتان بالتمام والكمال هي الفترة التي ترأس فيها الحاج سقال (الفاف)، ورغم قصر هذه الفترة، إلا أن المنتخب الوطني وصل خلال عهدة هذا الرجل إلى أعلى هرم الكرة الإفريقية ببلوغه مونديال إسبانيا عام 1982، وتأهله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لنفس العام بليبيا، لكن الغرور كلف (الخضر) خسارة الكأس التي كانت بين أيدي اللاعبين، لكن في بلاد الأندلس وأمام أعين الحاج سقال ألحق منتخبنا الوطني هزيمة تاريخية بالمنتخب الألماني بفوزه عليه 1 - 2 . أربعة أشهر من مونديال إسبانيا غادر الحاج سقال مقر الاتحادية تاركا وراءه ذكريات جميلة في تاريخ الكرة الجزائرية. عمر كزال (من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 ومن جويلية 1989 إلى نوفمبر 1992 ومن أفريل 2000 إلى أوت 2001) يعد عمر كزال الوحيد في تاريخ (الفاف) الذي ترأس هذه الهيئة لثلاث مرات، المرة الأولى كانت من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 والمرة الثانية امتدت من شهر جويلية 1989 إلى شهر نوفمبر 1992 والمرة الثالثة كانت من أفريل 2000 إلى أوت 2001. يمكن القول أنه برئاسة كزال للاتحادية شهدت الكرة الجزائرية مستويات متباينة، فإذا كانت الفترة الأولى قد بلغ فيها منتخبنا نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1984 بكوت ديفوار واحتلاله الصف الثالث، فإن في الفترة الثالثة نال فيها منتخبنا الوطني التاج القاري عام 1990 بتفوقه على المنتخب النيجيري بالجزائر، كما سجل المنتخب الوطني في عهدته مهزلة خلال دفاعه عن لقبه القاري بالسنغال حيث أقصي المنتخب بقيادة الشيخ كرمالي في الدور الأول. الفترة الثالثة تزامنت مع الأيام السوداء التي ميزت الكرة الجزائرية، وكان من نتاج ذلك سوء الاستقرار على رأس الاتحادية، حيث لم يكمل عمر كزوال عهدته، وهي نفس الميزة التي ميزت عهدتها الأولى والثانية، حيث لم يكمل كذالك عهدته الرئاسية. يسعد دومار (من ماي 1984 إلى أفريل 1986) بعد عمر كزال الذي ترك منصب (الفاف) في شهر أفريل من عام 1984 اثر إخفاق منتخبنا الوطني من بلوغ أولمبياد لوس انجلوس أمام المنتخب المصري، تم تعويضه بيسعد دومار، وخلال حقبة هذا الأخير تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986، وإلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، لكن المشاركة الهزيلة للمنتخب في دورة مصر بخروجه في الدور الأول بتعادلين أمام زامبيا والمغرب وخسارة أمام الكاميرون 3 / 2، كانت من الأسباب الرئيسية بترك يسعد دومار لمنصب (الفاف) في شهر أفريل من عام 1986. محمد مكيراش (من أفريل 1986 إلى جويلية 1987) وصفت عهدة خليفة يسعد دومار وهو محمد مكيراش، الأقل منذ تأسيس الاتحادية في شهر أوت من عام 1962، حيث لم تدم فترة هذا الرجل إلا عام وشهرين فقط، كان له شرف حضور مونديال المكسيك الذي شارك فيه منتخبنا الوطني لكن للأسف أقصي في الدور الأول. وتزامن رحيل مكيراش من (الفاف) مع تدشين ملعب 19 ماي بعنابة، من خلال اللقاء الذي فاز به منتخبنا الوطني بهذا الملعب على المنتخب السوداني 3/1 في إطار إقصائيات أولمبياد سيول الذي أخفق فيه منتخبنا في التأهل و تخطي عقبة المنتخب النيجيري. بلعيد لكارن (من سبتمبر 1987 إلى أكتوبر 1988) حطم بلعيد لكارن الحكم الجزائري في مونديال اسبانيا 82، الفترة الزمنية القصيرة التي سبقه إليها محمد مكيراش، حيث لم تدم فترة لكارن على رأس (الفاف) إلا 11 شهرا فقط. أرغم لكارن على الاستقالة بسبب (التخلاط) على مستوى الاتحادية. رشيد مخلوفي (من أكتوبر 1988 إلى فيفري 1989 ) بعد محمد مكيراش الذي اعتبر أول رئيس يترأس (الفاف) لأقل فترة ب14 شهرا وبعده بلعيد لكارن ب11 شهرا، جاء الدور لرشيد مخلوفي، فرغم ماضيه الكروي ورغم البرنامج الطموح الذي جاء به خدمة الكرة الجزائرية، إلا أن المسكين وجد نفسه مرغما لترك منصبه وهذا بعد أربعة أشهر من انتخابه على رأس (الفاف). رحيل مخلوفي عن الفاف ترك هذه الهيئة بدون رئيس، حيث تم تعيين سي محمد بغدادي ولمدة أربعة أشهر، إلى أن تم انتخاب عمر كزال كما سبق الذكر. (من نوفمبر 1992 إلى سبتمبر 1993) الفاف بدون رئيس ومن (سبتمبر 1993 إلى جويلية 1994) المولدي عيساوي رحيل عمر كزال عن رئاسة الاتحادية في مطلع شهر نوفمبر من عام 1992 كان له الأثر السلبي على هذه الهيئة، حيث بقي منصب الرئيس شاغرا عشرة أشهر، لينتخب في شهر سبتمبر من عام 1993 اللاعب السابق لاتحاد العاصمة المولدي عيساوي خلال جمعية عامة، لكن الرجل لم يكمل عهدته حيث أرغم على الاستقالة في شهر جويلية من العام الموالي دون أن يكمل ولو عام واحد من فترة رئاسته، حيث ترك منصبه مرغما بعد الذي حدث للمنتخب الوطني، بخسارته لقاء السنغال على البساط بعد إدراج اللاعب كعروف وهو تحت طائلة العقوبة في لقاء الذهاب أمام المنتخب السنغالي الأمر الذي كلف منتخبنا الوطني عدم بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في ربيع من عام 1994. الراحل رشيد حرايق (من جويلية 1994 إلى جانفي 1995) بعد استقالة المولدي عيساوي، انتخب خلفا له الراحل رشيد حرايق لكن لعنة السياسة والسياسيين دفع هذا الأخير ثمنا غاليا ، حيث اغتيل في مطلع شهر جانفي، تاركا وراءه أكثر من علامة استفهام، من قتل رشيد حرايق؟ ومن المستفيد من اغتياله؟، أسئلة لم نجد لها إجابة إلى حد الآن، رحم الله رشيد حرايق وأسكنه فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون. العربي بريك (من جانفي 95 إلى أفريل 96) وسعيد عمارة (من أفريل 96 إلى جوان 96 ) ومحمد العايب ( من أوت 96 إلى نوفمبر 96) كان من نتاج اغتيال رشيد حرايق الأثر السلبي على الاتحادية، حيث تميزت باللاستقرار، فعلى مدار أقل من ثلاث سنوات تعاقب على رئاسة (الفاف) ثلاثة رؤساء، الأول العربي بريك الذي كان يشغل رئيس رابطة وهران الجهوية، حيث ترأس (الفاف) لمدة 16 شهرا، ليترك منصبه لابن مولودية سعيد عمارة، الذي ترأس هذه الهيئة لمدة شهرين فقط، ولمدة ثلاثة أشهر ترأسها الرئيس الحالي لاتحاد الحراش، الذي أرغم على ترك منصبه. أربعة رؤساء مؤقتين والراحل ذيابي ترأس "الفاف" 17 شهرا وروراوة وحداج أكملا عهدتهما على مدار الستة عشر سنة الأخيرة تداول على رئاسة (الفاف) سبعة رؤساء، بمعدل رئيس كل سنتين، وهو معدل يعكس الواقع المزري للكرة الجزائرية، أربعة من هؤلاء ترأسوا الفاف لفترات مؤقتة ويتعلق الأمر بكل من محمد بغورة من نوفمبر 1996 إلى سبتمبر 1997 وسعيد بوعمرة من سبتمبر 1997 إلى نوفمبر 1997 وبن عمار برحال من شهر جويلية 1999 إلى الشهر الموالي من نفس العام وحسن الشيخ من شهر أوت 1999 إلى أفريل 2000. نوفمبر 1997 - جوان 1999 : محمد ذيابي وبين فترة برحال وحسن الشيخ ترأس (الفاف) بالاقتراع الراحل ذيابي وهذا في الفترة مابين شهر نوفمبر 1997 إلى شهر جوان 1999. وبعد شغور منصب (الفاف) لمدة 17 شهرا، أي من شهر أفريل 2000 إلى شهر نوفمبر 2001، انتخب في مطلع شهر نوفمبر عام 2001 الرئيس الحالي محمد روراوة رئيسا للاتحادية في الجمعية العامة للاتحادية التي انعقدت بالمكتبة الوطنية بالحامة متفوقا ببضع أصوات على منافسه الوحيد رشيد بوعبد الله، وبعد إتمام عهدته انتخب بديلا له حميد حداج، ليعود من جديد الحاج روراوة، وكله أمل أن يعيد (للجلد المنفوح) ببلادنا مجدها التليد، وأن يزيل رؤوس الفتنة الذين عاثوا بكرتنا فسادا. الحاج روراوة ... مرشح لعهدة ثالثة أخيرا نتوقف مع الرئيس الحالي محمد روراوة، هذا الأخير الذي يرأس حاليا (الفاف) سبق له وأن ترأس هاته الأخيرة من سنة 2001 إلى 2006، قبل أن يرغم على عدم الترشح لعهدة ثانية بقرار صادر من وزير الشباب والرياضة الأسبق الدكتور يحيى قيدوم برفض ترشح أي رئيس لهيئة رياضية في الجزائر لعهدة ثانية، لينتخب ذراعه الأيمن حميد حداج، هذا الأخير وبطلب من روراوة تمكن من فرض نفسه وتم إلغاء قرار قيدوم، الأمر الذي مكن روراوة من العودة مجددا إلى رئاسة (الفاف)، وهو الآن في أشهره الأخيرة من عهدته، ويمكن القول إنه بات بصفة شبه مؤكدة بقاءه على رأس اتحادية كرة القدم لعهدة ثانية. علما أن الجمعية العامة الانتخابية لاتحادية كرة القدم (الفاف) ستعقد في الثلاثي الأول من السنة المقبلة. تلكم باختصار مسيرة جميع (الرجال) الذين تعاقبوا على رئاسة (الفاف)، ولكم الحكم عن كل رجل والطريقة التي انتخب بها أو الطريقة التي أبعد أو أنهى بها عهدته. في الأخير ما عسانا إلا أن نتقدم وندعوا العلي القدير أن يتغمد جميع الرؤساء الذين غادرونا إلا الأبد، كما ندعوا العلي القدير أن يشفي بعض الوجوه التي تعاني حاليا ويلات المرض وفي مقدمتهم لاعب جبهة التحرير الوطني سعيد عمارة، أما الأصحاء منهم، فدعوتنا إلى الله أن يقيهم شر المرض.