أكد الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن القرآن الكريم يدعو المسلمين إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، وأن مصطلح الفلاح بمشتقاته المختلفة ورد حوالي 40 مرة في كتاب الله تعالى، مستنكرًا ابتعاد المسلمين عن طريق الفلاح وأن تصبح الأمة الإسلامية أكثر الأمم إضاعة للوقت. قال القرضاوي في درسه اليومي خلال صلاة التراويح بأحد مساجد قطر أن القرآن الكريم استخدم مصطلح الفلاح في العديد من المناسبات، ولم يستخدم مصطلح السعادة سوى مرة واحدة في سورة هود خلال حديثه عن حال المؤمنين في الآخرة، مشيرا في معرض تفسيره لأول سورة المؤمنون إلى أن الفلاح ورد في العديد من المناسبات المختلفة بالقرآن الكريم، معتبرًا أن كتاب الله يريد للناس الفلاح في الدنيا والآخرة، وأن يكون الفلاح هدفًا للناس يسعى الجميع إليه. وأوضح أن الفلاح المقصود في أول السورة يشمل الفلاح في الدنيا والآخرة كما يشمل فلاح الأفراد والجماعات والأمة بأسرها، وأن الفلاح ضد الخسران الذي هو من صفات الكافرين والمعاندين لأمر الله تعالى. وقال إن المؤمنين الفالحين هم المؤمنون حقًا المتمسكون بالدين من جميع جوانبه سلوكًا وعملاً، موضحًا أن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأنه اعتقاد في القلب يعبر عنه اللسان والجوارح. وتحدث عن صفات المؤمنين الواردة في أول السورة، لافتًا إلى ضرورة تحلي المسلم بهذه الأخلاق الواردة في القرآن الكريم. وأشار إلى وصف أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم بأن خلقه القرآن، مضيفًا: وبعدما قالت السيدة عائشة ذلك قرأت أول سورة المؤمنين مما يؤكد على أهمية هذه الأخلاق وضرورة التحلي بها من قبل جميع المسلمين. وذكر أن من أهم الأخلاق الواردة في هذه السورة خلق الخشوع خاصة في الصلاة، مشيرًا إلى أهمية التنبه إلى الخشوع الحقيقي وهو خشوع القلب، مقدمًا نماذج متعددة من خشوع الصحابة والسلف الصالح في الصلاة. وعدد القرضاوي الأخلاق الواردة في أول السورة، مؤكدًا أن كل خلق يحتاج إلى العديد من المحاضرات، واشار إلى أن السورة نبهت إلى أن الإعراض عن اللغو يعتبر من أهم أخلاق المؤمنين. وقال إن الإعراض عن اللغو المقصود به عدم إضاعة الوقت في الأمور التافهة عديمة الجدوى، وفيه إشارة إلى ضرورة الاهتمام بمعالي الأمور. واعتبر القرضاوي أن الأمة الإسلامية من أكثر الأمم إضاعة للوقت في الأمور التافهة، مشيرًا إلى أن بعض الإحصائيات أوضحت أن متوسط عمل الفرد العربي لا يتعدى 27 دقيقة في اليوم، مشددا على إثم من يضيع وقت العمل في غير العمل المخصص.