شنّ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هجومًا عنيفًا على بعض الشيعة المقيمين في لندن الّذين أقاموا مؤخّرًا حفلاً تطاولوا فيه على زوج النّبيّ الأكرم، أم المؤمنين السيّدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنهما. واعتبر القرضاوي أنّ الشّخص الّذي تطاول على أم المؤمنين ''أقلّ وأذلّ من أن يُرَد عليه، وأنّ مقام السيّدة عائشة، أجلّ وأعزّ من أن يمس به سفيه معتوه''، ووصف الّذين يتطاولون على زوجات وأصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ب ''الحمقى والسفهاء''. وعدّد الشيخ القرضاوي مناقب السيدة عائشة رضي الله عنها، قائلاً: ''إنّها كانت أحبّ زوجات النّبيّ إلى قلبه، وإنّها الوحيدة الّتي كان ينزل القرآن الكريم على النّبيّ وهو في بيتها''. ونقلت صحيفة ''العرب'' القطرية عن القرضاوي قوله في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب بالدوحة، إنّها كانت الوحيدة الّتي تزوّجها النبي بكرًا، بينما زوجاته الأخريات كن ثيّبات. مشيرًا إلى أنّها ولدت في الإسلام، في بيت من أعظم بيوت المسلمين، هو البيت الثاني بعد بيت النبوة، بيت أبي بكر وتلقّت الإسلام من أبيها أبي بكر، وأخذت القرآن من فم أبي بكر الّذي أخذه من الرّسول عليه أفضل الصّلاة والسّلام، وكانت بحسن ذكائها ووعيها تلتقط كلّ شيء، ونشأت نشأة إيمانية ربّانية، وقصّت علينا قصصًا لم يروها غيرها. وأشار القرضاوي، أنها رضي الله تعالى عنها ثاني أكثر الصحابة رواية للحديث النّبويّ بعد أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وبلغ عدد الأحاديث النّبويّة الّتي روتها أكثر من 2210 أحاديث نبويّة. وذكر أنّها الصحابية الوحيدة الّتي نزلت براءتها من السّماء بقرآن يُتْلَى إلى يوم القيامة، وكان ذلك عندما اتّهمها المنافقون في قصة ''الإفك'' المشهورة، وأنزل الله عزّ وجلّ في تبرئتها قوله تعالى: ''إنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةً مِنْكُمْ لاَ تَحْسِبُوهُ شُرًّا لَكُمْ. بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ. لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ، وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْكُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ''. من ناحية أخرى، هاجم القرضاوي الدول الغربية المعادية للمسلمين، وأعرب عن أسفه لموقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من تكريم الرسام الدانماركي الّذي سنّ سُنّة سيّئة باتّخاذ أعظم شخصية في الوجود، شخصية الرّسول الكريم مجالاً للسخرية الكاريكاتورية. واعتبر تكريم ميركل للرسام الدانماركي تحديًا لمشاعر المسلمين واستهانة بأمّة الإسلام ومقدسات المسلمين ولا يوجد ما يبرّره. مبيّنًا أنّ مناسبة الرسوم مرَّت عليها سنوات. وقال: لا أدري ما الّذي يدعوها في هذا الوقت لتكرِّم رجلا أساء للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهو ليس ألمانيا. وأبدى دهشة من موقف الحكومات المسلمة الّتي تفتح أبوابها لاستقبال المستشارة الألمانية الّتي كرّمت رسامًا تطاول على مقام نبيّ الإسلام. وأوضح أنّ الخطورة في تكريم الرسام الدانماركي أنّه يدفع آخرين للسير على نهجه في التّطاول على مقدسات الإسلام. مشيرًا إلى قيام رسامة أمريكية بالتّقرّب إلى الصليبية الغربية برسوم مسيئة لسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم. تجدر الإشارة أنّ شيعة متشدّدون بينهم، الكويتي ياسر الحبيب، والعراقي مجتبى الشيرازي، أقامُوا احتفالاً في لندن بمناسبة ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، ووصفها الحبيب بعدوة الله وعدوة رسوله المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.