عن كَعْب بن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ؛ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِن الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ؛ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا لاَ يُفِيئُهَا شَيْء، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً )) رواه مسلم. مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الْمُؤْمِن كَثِير الآَلاَم فِي بَدَنه أَوْ أَهْله أَوْ مَاله، وَذَلِكَ مُكَفِّر لِسَيِّئَاتِهِ، وَرَافِع لِدَرَجَاتِهِ، فشبهه النبي صلى الله عليه وسلم بخامة الزرع وهي: الْقَصَبَة اللَّيِّنَة مِن الزَّرْع. وَأَمَّا الْكَافِر فَقَلِيلهَا، وَإِنْ وَقَعَ بِهِ شَيْء لَمْ يُكَفِّر شَيْئًا مِنْ سَيِّئَاته، بَلْ يَأْتِي بِهَا يَوْم الْقِيَامَة كَامِلَةً، مثله النبي صلى الله عليه وسلم مثله بشجرة الأرز المجذية الثابتة التي لا تسقطها الرياح . قال ابن القيم رحمه الله: ((هذا المثل ضرب للمؤمن وما يلقاه من عواصف البلاء والأوجاع والأوجال وغيرها فلا يزال بين عافية وبلاء، ومحنة ومنحة، وصحة وسقم، وأمن وخوف، وغير ذلك، فيقع مرة ويقوم أخرى، ويميل تارة ويعتدل أخرى، فيكفر عنه بالبلاء ويمحص به ويخلص من كدره، والكافر كله خبث ولا يصلح إلا للوقود فليس في إصابته في الدنيا بأنواع البلاء من الحكمة والرحمة ما في إصابة المؤمن فهذه حال المؤمن في الابتلاء)). من فوائد الحديث: 1- أن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالمصائب وأنواع من البلاء؛ حتى يكفر من سيئاته. 2- على المؤمن أن يصبر على ما يصيبه من البلاء، ويعلم أن العاقبة حميدة بإذن الله لمن صبر. 3- في الحديث تسلية للمؤمن عما يصيبه من محن وابتلاءات في هذه الحياة. 4- أن الكافر يبقى لا يصيبه البلاء، حتى يهلكه الله، وهذا في الغالب، وإلا فإن هناك من الكفرة من تصيبه البلايا والمحن. ناصرالدين خالف إمام خطيب مسجد عرفات بن عكنون الجزائر