شنّ أبرز رموز المعارضة الكويتية النّائب السابق بمجلس الأمّة مسلم البراك، هجوما شديدا غير مسبوق على ملك الأردن عبد اللّه الثاني ووصفه بأنه عميل أرسل مرتزقة إلى الكويت، فيما تجنّبت الأردن الردّ رسميا على هذه التصريحات. قال البراك في كلمة له خلال مسيرة (كرامة وطن 2) حسب (مفكّرة الإسلام): (إن هؤلاء المرتزقة الذين جلبهم ملك العمالة للصهيونية ملك الأردن هم أبناء من خانوا الكويت في عام 1990، كان آباؤهم يجوبون شوارع عمان ويردّدون: بالكيماوي يا صدام من الكويت إلى الدمَّام)، في إشارة إلى موقف المملكة الأردنية من غزو الكويت وتأييد الزّعيم العراقي السابق صدام حسين. وطالب البراك قوات الدرك الأردني الموجودة في الكويت ب (كشف براقعهم)، مشدّدا على المتظاهرين باحترام قوات الجيش والأمن والحرس الكويتية واعتبار أيّ ضربة يتعرّضون لها من القوات الكويتية مجرّد (زكاة للوطنية). كما طالب البراك ملك الأردن بإنزال قواته التي وصفها ب (المرتزقة) إلى الشارع لكي يلقّنهم الكويتيون درسا قاسيا، مشدّدا على أنصاره بالدوس على أنف أيّ أردني أو فلسطيني يراه في الشارع يقوم بقمع التظاهرات المعارضة. وأكّد البراك في تصريحات إعلامية أمس أن هناك 3500 من قوات الدرك الأردنية وصلت إلى الكويت لقمع المعارضة الكويتية التي خرجت في تظاهرة حملت اسم (كرامة وطن 2) للاحتجاج على تعديل قانون الانتخابات. من جانبه، أكّد النّائب السابق جمعان الحربش أن ما ذكره البراك بشأن استقدام قوات أردنية لقمع المظاهرات بالكويت صحيح، مشيرا إلى أن كلّ من يعلم بخطّ سير رحلات طائرات الهركليز العسكرية مؤخّرا يعلم ذلك يقينا. وفي المقابل، تجنّبت الحكومة الأردنية رسميا التعليق على اتّهامات البراك، واكتفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية بالإشارة إلى (ضرورة الترفّع عن الألفاظ السوقية السخيفة التي وردت على لسان البراك)، مشيرا إلى أنه (لا يمثّل شعب الكويت الطيّب وقيادته). ووصف البرلماني الأردني عطية خليل تصريحات البراك بأنها (عنصرية وبغيضة وتعكس حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها بعض الموتورين في الكويت). أمّا الشيخ حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، فقد حذّر الحكومة الأردنية من مغبّة المشاركة أمنيا في قمع تطلّعات أيّ شعب عربي إلى الحرّية، رافضا أن يكون الأردن طرفا في أيّ قضايا داخلية تتعلّق بحقوق المواطنين وحرّياتهم، وقال في رسالة لرئيس الوزراء (إن موقف الحكومة غير واضح وغير حاسم بخصوص وجود دور للأمن الأردني في بعض البلدان العربية)، مطالبا بتصريح واضح إزاء الكلام عن عناصر أمنية في مواجهة حرّيات الشعب الكويتي.