تشكو بلدية بني عيسي التابعة إداريا لدائرة بني دوالة جنوب تيزي وزو، تهميشا وحرمانا كبيرين من حيث الجانب التنموي في جميع المجالات، حيث تصنف هذه البلدية النائية من أكبر المناطق التي عانت ولا تزال تعاني من الاضطرابات الأمنية بولاية تيزي وزو، حيث كانت تعد معقلا حصينا للإرهابي المقضى عليه (موح القشقاش) المنحدر من بني دوالة، الأوضاع التي دفعت بالكثير من المقاولين للعزوف عن العمل بهذه البلدية أو الاستثمار بها خاصة بعد الأرقام القياسية التي سجلتها في الاختطافات والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم. الأوضاع التي قال عنها المسؤولون المحليون إن السلطات اتخذتها كذريعة لحرمان البلدية من المشاريع التنموية وبعض البرامج التي من شأنها أن ترفع الغبن عن السكان الذين مازالوا يدفعون ثمن ويلات الإرهاب، وطالبوا على الأقل بإدراج مشاريع صغيرة لكنها مطالب كبيرة لدى السكان على غرار تزفيت طرقات القرى التي تربطها بالبلدية. كما طالب السكان برفع حصة السكن الريفي للبلدية لتمكينهم من إنجاز سكنات لائقة في ظل الغياب التام للمشاريع السكنية الاجتماعية. كما يشكو الشباب على لسان ممثلي البلدية من العراقيل الإدارية الكثيرة التي تواجهها بني عيسي، بخصوص طلبات الشباب للاستثمار بالمنطقة، رغم ظهور الكثير من الطاقات الشبانية التي ترغب في تغيير الوضع المزري لهذه البلدية وإنجاز بعض المشاريع التي تبعث فيها الحياة من خلال استغلال الإمكانيات التي تملكها. ومن بين المشاريع التي أثارت سخط السكان لأنها رفضت من طرف السلطات رغم أن المواطنين خاصة الشباب منهم انتظروا منها الكثير، نجد الاستثمار على مستوى سد تاقسبت الذي سطر بمديرية السياحة بتيزي وزو كموقع هام يجب استغلاله في هذا الجانب، هو إنجاز مركب سياحي انتظره الشباب بشغف للعمل به وجلب السياح والزوار إلى المنطقة التي أنجبت الأديب الراحل (مولود فرعون) والفنان الكبير المغتال (معطوب لوناس) حيث تسعى الجمعيات الثقافية الناشطة بالمنطقة لمطالبة الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الثقافة بإدراج مسكن الراحلين في التراث الوطني وتحويلهما إلى متاحف تستقطب الزوار في محاولة من السكان لفك العزلة القاتلة التي تعيشها هذه البلدية. ومن جهة أخرى دفعت الظروف القاسية التي يواجهها شباب بني عيسي إلى دخول الكثير منهم عالم الجريمة والسرقة ناهيك عن تناول المخدرات بكل أنواعها والخمور، وذلك بالرجوع لعدد الحانات غير المرخصة التي تغلقها مصالح الأمن في كل مرة وعدد قضايا المخدرات التي تقود عشرات الشباب إلى المحاكم، الواقع المر الذي يجده الشباب مناسبا لتحميله مسؤولية ضياعهم أمام غياب الإرادة القوية التي تخرجهم من دائرة الحرمان وغيرها من الآفات المترصدة بالشباب.