كشف مصدر رسمي بمقاطعة نيم الفرنسية أمس الثلاثاء أن جثامين الضحايا الستّة لحادث سقوط طائرة الشحن العسكرية الجزائرية يوم الجمعة بمنطقة لوزير ستعاد اليوم الأربعاء إلى الجزائر، وسط استمرار الغموض حول ظروف سقوط الطائرة (المشؤومة). أعلن وكيل الجمهورية لمنطقة ميند سامويل فينيلييز أن جثث الضحايا التي عثر على أربعة منها بعد الحادث والاثنتين المتبقّيين يوم السبت، ستعاد اليوم الأربعاء إلى الجزائر. ولأسباب ما تزال مجهولة سجّل الحادث يوم الجمعة في الظهيرة، وقد تحطّمت الطائرة التي كانت محمّلة بالورق الموجّه لفائدة بنك الجزائر وعلى متنها الطاقم المتكوّن من خمسة عسكريين وممثّل بنك الجزائر. وتوجد الجثامين الستّة في نيم، حيث نظمت قنصلية الجزائر بمونبيلي وقفة ترحّم على أرواحهم. وكانت العديد من الشبهات والتساؤلات قد أثيرت حول سبب سقوط الطائرة الجزائريةبفرنسا، لا سيّما بعد أن تحدّث شهود عيان عن اشتعال نار في الطائرة قبل وقوعها، وهو ما يجعل احتمال استهدافها وارد. وأثارت شهادات بعض شهود العيان الذين عايشوا حادث تحطّم طائرة الشحن الجزائرية بمنطقة لوزار جنوبفرنسا شكوكا كبيرة حول إمكانية تعرّض الطائرة العسكرية لهجوم من طرف (جهات مجهولة)، حيث أكّدت شاهدة عيان في سردها لما وقع للموقع الإخباري الفرنسي (فرانس 24) أنها شاهدت اشتعال نار في الطائرة قبل وقوعها، وهو ما يجعل احتمال استهدافها واردا، لكنه غير مؤكّد في ظلّ غياب أيّ تصريح رسمي يفسّر أسباب وقوع طائرة الشحن الجزائرية التي كانت تقلّ معدّات لبنك الجزائر من فرنسا. من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع في بيان لها أنه تمّ (إنشاء لجنة من القوات الجوية للتحقيق في ظروف وحيثيات وقوع هذا الحادث بدقّة). وفور تحطّم الطائرة تنقّل إلى عين المكان حوالي 90 إطفائيا من هاتين المنطقتين، ولم يتمّ إخماد الحريق الذي شبّ في الطائرة إلاّ بعد عدّة ساعات، حيث تمّ العثور على جثّة في حجرة القيادة فيما عثر على ثلاث أخرى في حجرة الطائرة التي انفصلت عن جسم الطائرة. وانتقل إلى عين المكان كلّ من والي لوزار فيليب فيني وقنصل الجزائر بمونتبوليي خالد مواكي بناني، وتمّ فتح تحقيق قضائي في الحادث. يُذكر أن وزارة الدفاع الوطني أكّدت في بيان لها أن طائرة نقل تابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي تحطّمت بمنطقة لوزار على بعد 100 كيلومتر شمال مدينة مونبوليي الفرنسية، وأوضح بيان الوزارة أنه (أثناء قيامها بمهمّة لنقل تجهيزات لفائدة بنك الجزائر انطلاقا من فرنسا تحطّمت طائرة نقل من القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي من طراز (CASA 295) بمنطقة لوزار على بعد 100 كيلومتر شمال مدينة مونبوليي على الساعة 15:45 دقيقة وهي في طريق العودة إلى الجزائر). وأضاف ذات البيان أن الطائرة (أقلعت من الجزائر على الساعة 07 صباحا من نفس اليوم وكان على متنها الطاقم المتكوّن من خمسة عسكريين وممثّلا عن بنك الجزائر)، وأضافت الوزارة أنه (تمّ تأكيد نبأ سقوط وتحطّم الطائرة من طرف السلطات الفرنسية، في حين تمّ إنشاء لجنة من القوات الجوية للتحقيق في ظروف وحيثيات وقوع هذا الحادث بدقّة).