إثر تحطّم طائرة شحن جزائرية تابعة للقوات الجوية للجيش الشعبي الوطني كانت تقلّ معدّات إلى بنك الجزائر بمنطقة لوزار جنوبفرنسا، وتتواصل عمليات البحث في وقت أثيرت فيه العديد من الشبهات والتساؤلات حول سبب سقوط الطائرة الذي أودى بحياة أربعة أشخاص، لا سيّما بعد أن تحدّث شهود عيان عن اشتعال نار في الطائرة قبل وقوعها، وهو ما يجعل احتمال استهدافها واردا. أثارت شهادات بعض شهود العيان الذين عاشوا حادث تحطّم طائرة الشحن الجزائرية بمنطقة لوزار جنوبفرنسا شكوكا كبيرة حول إمكانية تعرّض الطائرة العسكرية لهجوم من طرف جهات مجهولة، حيث أكّدت شاهدة عيان في سردها لما وقع للموقع الإخباري الفرنسي (فرانس 24) أنها شاهدت اشتعال نار في الطائرة قبل وقوعها، وهو ما يجعل احتمال استهدافها واردا، لكنه غير مؤكّد في ظلّ غياب أيّ تصريح رسمي يفسّر أسباب وقوع طائرة الشحن الجزائرية التي كانت تقلّ معدّات لبنك الجزائر من فرنسا. قال مصادر محلّية أنه تمّ إرسال فرقة من الدرك المتنقّل صبيحة أمس السبت لدعم عمليات البحث، مضيفة أنه من المنتظر أن يعزّز المحقّقون التابعون للدرك الجوي لكليرمون فران الذين كانوا قد وصلوا إلى عين المكان يوم الجمعة بعناصر أخرى من ليّون وباريس وحوالي 15 (خبيرا) من معهد البحث الجنائي للدرك الوطني لروسني سو بوا. ومن جهتها، أوضحت وزارة الدفاع في بيان لها أنه تمّ (إنشاء لجنة من القوات الجوية للتحقيق في ظروف وحيثيات وقوع هذا الحادث بدقّة). للإشارة، فقد أكّد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أن خمسة عسكريين وممثّلا عن بنك الجزائر كانوا على متن الطائرة في (مهمّة لنقل تجهيزات لفائدة بنك الجزائر انطلاقا من فرنسا)، وقد وقع الحادث بالقرب من قرية تريلان في حقل بمنطقة وعرة عند الحدود بين لوزار وأفيرون. وفور تحطّم الطائرة تنقّل إلى عين المكان حوالي 90 إطفائيا من هاتين المنطقتين، ولم يتمّ إخماد الحريق الذي شبّ في الطائرة إلاّ بعد عدّة ساعات، حيث تمّ العثور على جثّة في حجرة القيادة فيما عثر على ثلاث أخرى في حجرة الطائرة التي انفصلت عن جسم الطائرة. وانتقل إلى عين المكان كلّ من والي لوزار فيليب فيني وقنصل الجزائر بمونتبوليي خالد مواكي بناني، وتمّ فتح تحقيق قضائي في الحادث. وكان على متنها الطاقم المتكوّن من خمسة عسكريين وممثّلا عن بنك الجزائر)، وأضافت الوزارة أنه (تمّ تأكيد نبأ سقوط وتحطّم الطائرة من طرف السلطات الفرنسية، في حين تمّ إنشاء لجنة من القوات الجوية للتحقيق في ظروف وحيثيات وقوع هذا الحادث بدقّة. ومهما يكن فإنه وبعد الثور على جثامين الضحايا الستة الذين كانوا على متنها سوف يخضعون لتحليل الحامض النووي للتاكد من هويتهم.