كشف محقّقٌ أفغاني عن تفاصيل مثيرة بشأن مذبحة ارتكبها الاحتلالُ ضد المدنيين. وقال محقّقٌ في الشرطة الأفغانية أدلى بشهادته إن حادث إطلاق النّار العشوائي الذي حدث في مارس الماضي وأدَّى إلى مقتل 16 أفغانيا في قريتين هو من تنفيذ أكثر من شخص واحد، مُخالفًا رواية الحكومة الأمريكية. وتزعم الحكومة الأمريكية أن بيلز هو المسؤول وحده عن قتل الأفغان، وأدلى قرويٌ أفغاني واثنان من أبنائه نجوا من حادث إطلاق النّار العشوائي ليلاً في مارس بشهاداتهم وقالوا إنهم لم يروا سوى جنديا أمريكيا واحدا يهاجم المبنى الذي يقيمون به، بينما قال بعض السكان للصحفيين بعد فترة وجيزة من الهجومين إن هناك أكثر من جندي أمريكي شارك فيهما، لكن لم يتمّ حتى الآن الإدلاءُ علنًا بأيّ شهادات تحت القسم تفيد بذلك، وفقًا ل (رويترز). وقال الميجر خوداي داد رئيس التقنيات الجنائية في الشرطة الأفغانية النظامية في مدينة قندهار وهو يُدلي بشهادته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من قندهار في جلسة إجرائية عُقدت بقاعدة تابعة للجيش الأمريكي في ولاية واشنطن: (لا يملك شخصٌ واحد الشجاعة ليدخل القرى في ظلمة الليل). وأضاف داد الذي كان يتحدّث من خلال مترجم: (يستحيل أن يكون شخصا واحدا)، وزار داد ثلاثة مجمّعات سكانية بينها بضعة آلاف من الأمتار في قريتي الكوزاي ونجيبان نحو الساعة الثامنة صباح 11 مارس بعد ساعات من الهجومين، وقال: (لا يستطيع شخصٌ بمفرده أن يفعل هذا)، وأضاف أنه أمضى ساعة واحدة فقط في الموقع للتحقيق خوفًا من هجمات طالبان. وكان مسؤولون حكوميون قد ذكروا أن خمسة من عناصر الشرطة الأفغانية قتلوا أربعة من رفاقهم خلال وجودهم عند نقطة مراقبة في جنوب البلاد. ورأى المراقبون أن هذا الهجوم هو حادثة جديدة في سلسلة حوادث إطلاق النّار (من الداخل) من قبل أفراد يرتدون زي القوات الأفغانية. وقال قائد شرطة المنطقة توريالاي: (الحادث وقع في إقليم غريشك بولاية هلمند غير المستقرّة، التي شهدت في وقت سابق من هذا الأسبوع مقتل جنديين بريطانيين برصاص رجل تسلل إلى صفوف قوات الأمن الأفغانية)، وأضاف أن عناصر الشرطة الأربعة وجميعهم من المتطوّعين تعرّضوا لإطلاق نار من خمسة من زملائهم ما لبثوا أن لاذوا بالفرار. وفي آخر التطوّرات، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل أحد جنودها نتيجة (هجوم داخلي) استهدف قاعدة عسكرية بريطانية في افغانستان. وأوضحت الوزارة في بيان أصدرته أمس أن شخصا يرتدي زي الجيش الوطني الأفغاني أطلق النّار على الجندي خلال قيامه بدورية في حدود قاعدة عسكرية بريطانية في مقاطعة (ناد علي) في ولاية هلمند جنوبيأفغانستان التي تتمركز فيها القوات البريطانية. وبمقتل هذا الجندي يرتفع عددُ الجنود البريطانيين الذين لقوا حتفهم في أفغانستان إلى 438 جندي منذ بدء العمليات العسكرية بقيادة الولايات المتّحدة في أفغانستان في عام 2001. يُذكر أن عدد الجنود البريطانيين المنتشرين في أفغانستان يبلغ نحو 9500 جندي غالبيتهم في ولاية هلمند الأفغانية المضطربة. من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الأفغانية عن إطلاق صاروخين صباح أمس الثلاثاء على العاصمة الأفغانية كابول ولم يُسفرا عن سقوط ضحايا، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلّية. وقال قائد شرطة كابول محمد أيوب سالانغ لوسائل الإعلام إن صاروخا سقط بالقرب من محطّة التلفزيون (شمشد تي في) الناطقة بلغة الباشتون، في حين سقط الصاروخ الثاني بالقرب من حي سكني في شرق المدينة، حسب وزارة الداخلية، مؤكّدا عدم سقوط ضحايا. ولم يكن بالإمكان تحديد هدف مطلقي الصاروخين، مع العلم أن مكان سقوطهما يقع بالقرب من وسط المدينة وعلى بعد كيلومترين من القصر الرئاسي. ومن النّادر إطلاق صواريخ على كابول. ووقعت ثلاثة حوادث أمنية في العاصمة الأفغانية خلال هذه السنة، أوّلها في المنطقة الخضراء حيث مقرّ السفارات والمقرّ العام للحلف الأطلسي وأوقع عشرات القتلى معظمهم في صفوف المهاجمين بعد قتال استمر 17 ساعة. وبعد عشرة أيّام فقط من هذه العملية كانت العاصمة كابول مسرحا لعمليتين انتحاريتين في سبتمبر الماضي أوقعتا عشرين ضحّية.